ألخضوع أم التّقسيم!
وتنتفي بلحظةٍ من الزّمن “الدّيموقراطيّة التوافقيّة” ومعايير “العيش المشترك” وقد انتفى منذ اليوم الأوّل للإستقلال اللبناني عام 1943 مضمون “الميثاق الوطني” الذي به تعاهد المسيحيّون والمسلمون منذ سنة 1943 “بشركة” العيش معًا، هذا الميثاق القائم على شعار: “لا للشّرق، ولا للغرب”.
إنتفت هذه الميثاقيّة التي نصّت على العيش المشترك والتشارك في صناعة القرارات المصيريّة السياسيّة منذ فترة وجيزة، وتحديدًا مع استشراس “نبيه الكريه” و”نجيب العجيب” ولاسيّما بعد انتهاء ولاية الرّئيس ميشال عون، حسبًا منهما أنّهما سيتمكّننان من السّيطرة والإطباق على أنفاس الدّولة والوطن الذي يتنفّس حريّةً وإباءً منذ الأزل.
باختصار، ومن دون مُوَارَبَة، “المُستشرسون” لن يتمكّنوا من العيش بمفردهم أو منعزلين، فسينهشون بعضُهم بعضًا كسمك القرش والذّئاب. فـ”فطوبى لكم إذا عيَّروكم وطَرَدوكم وقالوا عَلَيْكم كلَّ كلمة شرّيرة، من أجلي، كاذبين” (متى 5:11). وها هم الآن يتراجعون وسيخضعون للحقيقة في القريب الأقرب، وإلاّ فإنّ التّقسيم أو بتعبير آخر، “الفديراليّة” لازالت مطروحة، وهذا ما تكلّمنا عنه سابقًا، وسنبقى ثابتين عليه.
إدمون بو داغر