أيّها الصامت الأكبر!
ما حصل نتيجة التسونامي البشري لشوارع لبنان، بكل فئاته وانتمائه المذهبي تحت شعار سوّر الجميع في وطن جريح منذ عشرات السنين، كان مفاجأة أفهمت المسؤولين من صور لطرابلس، للنبطية، لبعلبك لبيروت بفروعها وأزقتها، الانتماء للبنان، بعيداً من الأحزاب والأباطرة والقياصرة والرؤساء والوزراء، وكل الذين نهبوا، وسرقوا، ودعسوا على مشاعر الألم، والحزن، والحاجة الماسّة لحياة شريفة، داخل وطن شريف.
مليارات الدولارات تكدّست في جيوب الذين يعتبرون ان لبنان لا ينهض ويستمرّ إلا بوجودهم، وكل واحد منهم يتستّر خلف مذهبه وطائفته.
وزير مالية سابق تخطت ثروته العشرة مليارات من الدولارات ورئيس حالي 9 مليارات، رئيس وزراء سابق 8 مليارات… والمسبحة لا تتوقف نصباً وسرقة لتشمل كل الدولة اللبنانية وموظفيها.
لبنان دخل مساحة الفضيحة الكبرى مما أدّى لهذا الانفجار البركاني الكبير، شيعي، سني، ماروني، علوي، ارثوذكسي، صوت واحد لمطلب واحد: خلت الجيوب، وتبخّر الرغيف، ولم يعد في الامكان ان يتابع الأطفال دروسهم.
هوى الألم على أبواب المستشفيات وصُراخ الوجع تمزّق وبحّ. ولا من يكترث لخطورة ما يحدث ويحاول من ما يسمى بالمسؤولين الترقيع، بمزيد من الكذب والنفاق والتهريج.
لبنان بعد الآن، فرد واحد، وطائفة واحدة، وصوت واحد.
أيها المواطن,
سوف تكون الحب الاول والنفس الاخير وسنحاول وعداً، من جديد أن نلامس ونلاطف شعرك الأسود، وسنعلم اطفالنا ان الولادة هي المحبة، وان المحبة هي انت.
لقد تدللنا عليك كثيراً، وقسونا عليك كثيراً. وها قد دنا وقتك أيها الصامت الأكبر.
جهاد قلعجي