إرفعوا العمالة عن جبينكم؟
راجع، راجع، يتدمّر راجع لبنان، الكتابة، والأفكار الراقية لم يعد لها وجود في هذا الوطن الحزين، ما من شيء سوف يتبدّل اذا لم يتم الغاء الطائفية من الوجود لبعث دولة الكفاءات، بعيداً من دولة اللصوص…
زعماء، ورؤساء، ووزراء، ونهب، مسكين انطون سعادة، قتلوه لأنه طالب بالدولة المدنية اللاطائفية في الخمسينيات..
واحد خلف السعودية، وآخر خلف ايران، وآخر خلف سوريا، وآخر قطر وفرنسا ووو…
الانتماء دائماً وابداً للخارج وليس للداخل، حيث شجر الأرز بدأ يتلاشى ويشيب…
لماذا كل هذا التعب، والقرار ليس في كفّنا والعمالة مطبوعة على جبيننا، علينا تدمير لبنان بأي وسيلة، عسكرية مخابراتية، عن طريق التابعين والعملاء، المهم تقزيم هذا الوطن الجريح من الوجوه الجميلة، كما قزّمت فلسطين وطحنت سوريا بالأوجاع…
عشرون عاماً من الحرق والتدمير والطحن لم تعلّمنا، ولم تهدنا لاعتناق طريق التضحية والرقيّ.
محمود الخوري سيبقى طويلاً في غرفة الانتظار، وسوف تبقى الفراشات المشعّة بنور الشمس، والطيور البيضاء في سمائنا الى الابد…
نحن مجرّد اناس كما قال الاديب عبدالله القضبجي، أناس تندرج في خانة الظواهر الصوتية.
وطن محشو بهشاشة القرار، ما من طريق سالكة، نحو شارع الامل والطمأنينة لمستقبل، محاط بالفرح ومطوّق بالحشيش الاخضر وزهر الياسمين..
في كتاب (الأرض المقدّسة) عن فلسطين مطبوع سنة 1847 يذكر المؤلف جان انطوان لوتيرو، في مقدمة الكتاب بأن هذا الشرق سيصبح يوماً مسرحاً لأحداث سياسيّة خطيرة لذلك علينا ان نعلم جيداً ومسبقاً، أين ستكشف المأساة التي سوف تقرّر مستقبل وسلام اوروبا؟!!
جهاد قلعجي