إنحلالُ حُكمِ الوحش.. ولكن!
حرّك الرّئيس السّوري الطّاغية “حنَكَه” منذ بضعةِ أيّامٍ متشدّقًا بأنّ “الأموال السوريّة العالقة في المصارف اللبنانيّة هي العائق أمام ازدهار سوريا”، إنّه مُنتهى الدّجل السياسي، بل استغباءٌ لعقول وأذهان السوريّين ومحاولة للهروب إلى الأمام كما تفعلُ “كومة” سياسيّينا “الفاسدة” (والجمع غير العاقل هنا مقصود)، ومحاولة لتبييض سجلّه الحافل بالسّواد “الأدكن” (ومهما بالغنا بسواده نبقى مقصّرين).
ألحقيقة البديهيّة التي يحاولون طمرَها، الأسد و”أغلامُه”، في لبنان (من أعلى الهَرَم إلى أخمصِه) هي التّالية:
1) الحرب السوريّة وتحديدًا حرب الدّولة أو النّظام على أبنائها ومواطنيها والتي رمّدت منازلهم وأرزاقَهم وأشغالَهم وشرّدتهم وحرمتهم صفاء العيش.
2) “قانون عقوبات قيصر”وهو الأكثر قساوةً على سوريا والذي فاقمَ سوءًا الإقتصاد المُنهَك أساسًا، وكانت ضحيّته المواطنين السوريّين، وذلك بسبب رئيس “يتكمّش” بكرسيّ الرئاسة “بمخالبه”.
3) الإحتكار الحاصل اليوم على الأراضي السوريّة من قِبَل مافياتٍ، لم يعد قادرًا على لجمها حكم “الأسد الطّاغية”.
4) غياب الإستثمارات الإقليميّة والدوليّة في سوريا “القاحلة” وغياب السياحة وتقهقر الصّناعة، إلخ.
ناهيك عن أسباب أخرى وأهمّها انحلال حكم “الوحش”.
توازيًا، ومن الأسباب الأساسيّة للانهيار الإقتصادي اللبناني هو وبدون أدنى شكّ، فساد السياسيّين في لبنان خرّيجي سياسة رستم غزالة وغازي كنعان وعبد الحليم خدام وحافظ الأسد وبشّاره من بعده. أضف إلى ذلك انعكاسات الحرب السوريّة على لبنان، ومشاركة أحزاب فيها وعلى رأسها “حزب الله” الذي تبرّأ منه الله تعالى، وما نتج عنها من إزهاق لأرواح بريئة وعزلة لبنان دوليًّا، وانسحاب الإستثمارات والرّساميل الدوليّة والعربيّة من مصارفه، إضافةً إلى زحف ملايين النّازحين إليه الذين نحترم خوفًا من الموت، إلاّ أنّهم ضاعفوا أزماته من التلوّث البيئي إلى الضّغط الإقتصادي وسرقة الكهرباء والمياه والسّرقات المحليّة وسواها.
إذًا، انهيار لبنان مرتبط بشكل أساسيّ بالملف السوري.
إدمون بو داغر