إنفجار مرفإِ بيروت… وأسى القلوب!!!
ماذا نريد بعد؟
وماذا لا نريد بعد؟
تعدّدتِ الطّلبات، والنّتيجة واحدةٌ!
… أيُّ نظامٍ سياسيٍّ هذا ” أسى القلوب”! لا يُولي الاهتمام الكافي لمعالجة الإصابات بأنواعها كافةً؟ بل يُعتبر في مصافّ التّخلّف المشين.
فماذا سننتظر عندما تُفلت زمام الأمور من سلطة الدّولة ، ويتحوّل مجتمعنا إلى حلبةٍ تتنافر على مسرحها كلّ القوى المفتّتة، وتتضارب المصالح الشّخصيّة، والنّزاعات اللاّأخلاقيّة، وهنا تظهر أو تتظاهر “الأبطال الواهية” من صميم وضعنا المشؤوم، الذي هو نتيجة ضعفهم ” المضمون”!
علّتنا باتت معروفة، وهي علّة ” العلاّت التي أهدافها اللاّحقيقة.
القانون وجد ليصون مبادئ إنسانيّةً، عقليّةً وحضاريّةً، بوجه القوى اللاّعقليّة التي تهدّد حقوق الناس المهدورة، حقوقًا عنوانها: معرفة حقيقة انفجار بيروت.
عدالة الميزان هي عدالة الضّعفاء!
بئس العدالة عندما تنحجز في منطق قوانين ” المحسوبيّة” الخارجة عن البصائر والضمائر، والتي تتعرّض للجفاف القاتل عند فقدان الأرواح الطاهرة، أرواح شهداء، وضحايا، وأبرياء مرفإِ بيروت، الذين دفعوا الثّمن باهظًا من أجل تبرئة الفاسدين…!
من قال لكم بأنّ العدالة ستستقيم مادامتِ العقوبات ” تتبختر” ولم تتغلّب حتى الآن على الفساد ” النّتن”؟
وُضع القانون لكي يكون سياج الحقيقة.
أمّا في لبناننا وُضع لكي يكون سياجًا لإخفاء الحقيقة.
ولكنّ العدالة لن ترحم، فعدالة الله قاسيةٌ، وقسوتها لن ولن تميّز بين فلانٍ وفلانٍ.
يقول الإمام عليّ بن أبي طالب: ” أفضل الجود إيصال الحقوق إلى أهلها” أين ضحايا الانفجار من هذه الحقوق؟
ويقول أيضًا: “كلّ شيءٍ فيه حيلةٌ إلاّ القضاء” فما نريده فقط هو حكم القضاء؟
المال … المال؟ يهلك صاحبه ، ألم تهلكوا بعد ؟ ألم تشعروا أنّ غضب بيروت لن يرحمكم؟ ألم تعرفوا أنّ الإيمان لم يعد يزور قلوبكم؟
الجواب المجهول، لن تُكشف أوراقه إلاّ بعد فوات الأوان.
إنفجار مرفإِ بيروت… وأسى القلوب!!!
صونيا الأشقر