الأكفان ليس لها جيوب!
ننتقل في لبنان والعالَم من “سيناريو” إلى آخر…
لبنانيًّا، إدارةُ الحكم لم تكن يومًا في يدِ أحدٍ من هؤلاء السياسيّين “المتزعّمين زورًا”، فهم مجرّد غِلمان و”جوارٍ” لدى كبار الرّؤساء والمنظّمات في العالم، وأوّلُهم زعماء ورؤساء الأعراف والتّسويات منذ تأسيس لبنان الكبير.
قالها يومًا المسيح عن يهوذا الإسخريوطيّ الخائن: “(…) كَانَ خَيْرًا لِذلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ”!(مت 26: 24)، ولِكَم مِن الخَوَنَة يُردّدها المسيح اليوم؟
“عبارة “بدنا نتحمّل بعض” لا يحقّ أن يقولَها من ساهم في تدمير هذا البلد: لا فخامتو ولا دولتو ولا معاليه ولا سعادتو ولا حتّى سيادتو ولا غبطتو ولا أيّ شخصٍ آخر يملك النّفوذ والمال ومتمادٍ في الفساد وصناعة الشّر. لقد احتمل الشّعب الكثير الكثير من معاصي سياسيّي الزّور، وجاء اليوم دور نجيب ميقاتي ونبيه برّي ومَن شاكلَهم كي يُكفّروا عن معاصيهم ويُنصتوا لأنين الشّعب. باختصار، ألشّعب لن يحتملهم ولن يدفع فلسًا واحدًا إضافيًّا، وتذكّروا يا تماسيح أنّ الأكفان ليس لها جيوب!
تمثيليّة حرب أوكرانيا
عالميًّا، تمرُّ الولاياتُ المتحدةُ الأميركيّة اليوم بأزمة، تقتربُ فيها من فقدان هيمنتها العالمية، التي تتنافس عليها مع الصين وروسيا .وبالنظر إلى القوة العسكرية لروسيا، فإن الصّراعَ العسكريّ المباشر مع روسيا أمر غير مقبول بالنسبة للولايات المتحدة، وستكون نتيجته مأساويّة على هذه الأخيرة. والأفضل لو تمكنت الولايات المتحدة الأميركيّة من افتعال نزاع عسكري بين أوروبا وروسيا بغرض الإقتتال معها بالوكالة، وهذا الصّراع سيرتقي إلى حرب عالميّة في ما بعد. ولتحقيق ذلك، تبدو الحرب في أوكرانيا مناسَبة لا تُفَوَّت، لتتحرّر أميركا من أعبائها الإقتصاديّة والسياسيّة سبب تقهقرها.إذًا، ها نحن على ما يبدو أمام سيناريو جديدٍ سيتبعُ سيناريو “الكورونا”، وهو تمثيليّة حرب أوكرانيا، والمُراد من خلالها خلقُ مجاعة عالميّة بقطع إمدادات القمح لدول العالم الثالث، وتليها أوروبا، علمًا أنّ روسيا وأوكرانيا يصدّرون القمح للعالَم بمعدّل 66%. وسيستتبعُ هذا السيناريو إنهيار للنّظام الإقتصادي العالميّ الحاليّ، بهدف التّأسيس لنظام عالميّ جديد تكون الولايات المتّحدة وبريطانيا وبعض الدّول الحليفة قبطانه. فهل ستنجح في ذلك؟ ألشكّ وارد…!
إدمون بو داغر