الانتظار قد يطول!
اعتبر سيد المختارة أن الرئيس سيكون ثمرة اتفاق سياسي واسع، دون أن يحدد إطار التوسع والفرقاء المعنيين. فإن كان يعني الاتفاق بين السعودية وإيران القصة طويلة كون الملفات بين البلدين ستستغرق أشهرا بل سنوات من الحوار. ولبنان ليس الاولوية بالنسبة الى الرياض كونها غير راضية عن رجال السياسة السنّة، ولا داعي للعجلة بالنسبة الى ايران كون الحزب الإلهي حاكما بأمره، بل بجزمته. وإن كان الإطار هو الحرب الباردة الأميركية – الروسية فالأمر لا جدل حوله كون واشنطن لا تزال تحرّم على الكرملين تخطي حدود سوريا التي اهدته اياها، وهي منهكة بالحروب الاخرى في الشرق الاوسط واوروبا بين السودان واليمن وأوكرانيا وما يتبع في القريب المتوسط. وإن كان الاطار فرنسي- اميركي، ففي الأمر حيرة كون لا أحد من الاثنين لديه فكرة واضحة عن الموضوع وينتقلان من “الأفضل” إلى “أفضل الممكن”.. اشهر ضائعة وبلد يأكل أحشاءه.
اما اذا كان الإطار أهلي محلي فالمصيبة أعظم لسببين، الاول ان اعضاء المافيا الحاكمة سيقتسمون المغانم ويختارون مرشحا يخدم مصالحها، أو ينعمون بأشهر اضافية من فراغ يخدمهم. يبقى السؤال : لماذا المشكلة تكمن فقط في موقع رئيس البلاد وليس بسائر الكراسي الرئاسية حيث كل فريق يختار رئيسا بحسب معاييره الفئوية؟
دستور الإلغاء!
عندما أجمع نواب القمة في الطائف بعد لقاء سخي زاد ثراءهم ملايين وملايين من الدولارات النفطية، لم يكترثوا لموقع الرئيس والفراغ الذي يسببه عدم التوافق لدى كل استحقاق. لأنهم ربما لم يروا بالموقع سوى حقدهم تجاه العماد ميشال عون المترئس بعبدا رغما عنهم. وربما لأنهم غير مكترثين للبلاد بقدر اهتمامهم بالمبلغ الذي يحصلون عليه. وربما أنهم لم يقرأوا الدستور المطروح واكتفوا بالبصم.
في كل الأحوال ان الدستور الطائفي اكتفى بتفريغ موقع الرئيس لصالح باقي الأطراف ما ألغى الرئاسة الاولى، ومعها الديمقراطية، والمؤسسات، وربما سبب وجود لبنان.
جوزف مكرزل