الحزب وإسرائيل: “الشركة المُغفلة”!
بين جيري وطوم تلاشت معالم انفجار المرفأ،وإختفت الصواربخ التي أججت البركان بين الجو والأرض. الحزب أخفاها لأن طهران أوعزت إليه بعدم شن حرب ثأرية مع إسرائيل – تماماُ كما تتصرف في سوريا -. أما إسرائيل فكانت مطمئنة “لتعاون” الحزب الذي أجبر “الحكومة” بإتمام التحقيق عن طريق مسؤولين محليين يتصرف بهم بدل لجنة دولية كانت ستكشف الحقيقة. وهكذا، انتفت مسؤولية إسرائيل “بأعجوبة”.
هذه “الشراكة المُغفلة” تتكرر دائماً على الحدود. قبل عدة أسابيع، أطلق “جيري” صواريخه على سيارة جيب تابعة لجيش “طوم” وأضرم فيها النار. لكن ركابها تركوها بأعجوبة سالمين!. وبعدها قام الحزب بتخريب السياج الحدودي في ثلاثة مواقع.. لكن أحداً لم يرد.. وفي حادث آخر أيلول الماضي، أطلق الحزب صاروخاً مضاداً للدبابات على سيارة إسعاف إسرائيلية ودمّرها. مرة أخرى، لم يُبلّغ عن وقوع إصابات بأعجوبة بينما هبطت طوافة خارج مستشفى حيفا، وأنزلت”الجرحى” الذين غادروها سالمين في حيلة تمويهية مدبرة. منذ أسبوعين، رصدت القوات الاسرائيلية اربعة مسلحين بالقرب من قرية كفرشوبا، قوبلوا بالمدفعية الثقيلة لساعتين دون أن يتم العثور على جرحى. وكانت لتاريخه، الحلقة ما قبل الأخيرة من “الأعاجيب”!.
حتى يومنا هذا، يبدو أن هناك خطأً أحمر بين طوم وجيري: تُواصلُ إسرائيل ضرباتها في سوريا، على أن يرد الحزب بما يؤدي “لأعجوبة” في تلافيالإصابات.لكن زمن المعجزات الذي ولّى له تفسير بسيط: هناك، في بلدة الناقورة اللبنانية، إجتماع دوريقوامه الحزب واليونيفيل والجيشان اللبناني والإسرائيلي، حيث يتناقل الجانبان الرسائل، ويحددان الانتهاكات الجوية والقرار 1701، والسيناريوهات “الإعجازية” التي تلعب على طول الحدود إرضاء للرأي العام على الجانبين، الذي وصفه سعيد تقي الدين: “ما رأيت الرأي العام إلا بغلاً كبيراً”..
د. هادي عيد