الحكواتية والناطور!
لهم الفعل ولكم المشاهد الدرامية والسيناريوهات الشكسبيرية! هذه الهيبة التي تتكلمون عنها والقوّة التي تتغنون بها وهي “فوفاش” “بلّوها واشربوا مايّتها”. هي أساساً لم تكن تنطلي علينا لكنها تبخّرت مع دخول أوّل صهريج عائد من أراضي الإخوان وكنا نتمنى لو كان من دون أي تعليق لا بل “تمنطقكم” بتعليقات أقبح من الواقعة وكأن القانون والدستور اللذين تتحججون بهما كلما أردتم العرقلة، يسقطان برفعة إصبع ممسك بزمام الأمور ومحدد المصير.
اتركوا كلمة “قوي” لمن أثبت أنه أقوى من أجهزة أمنكم وقضاءكم ومن أي هيبة وان كان الاعتراف بالعجز والضعف صعباً عليكم فاعفونا من تصاريحكم! الحكومة تشكلت ليس لأنكم أوجدتم إرادة فيما بينكم بتشكيلها بل لأن الاوضاع الاقليمية سمحت بتشكيلها إن اعترفتم بذلك أو لم تعترفوا. وذاك البيان الوزاري الذي كُتب وأقرّ بأيام قليلة ليس وليد أفكاركم بل هو مسودة منقّحة لمسودات الحكومات السابقة التي لم تنجز شيئاً سوى حماية المنظومة الساقطة وتمرير صفقاتها. ما يبشّر بما سيتلقاه هذا الشعب البائس في آخر ايام هذا العهد “القوي”.
ومع بدء العزم بالعمل، سقط الدولار سقطته “المستغربة” وغير المبررة بالمنطق طبعاً من دون أن يُسقِط بعضاً من الضمير لدى التجار وأصحاب المصالح، على الرغم من موقف وزارة الاقتصاد من الموضوع التي وان طالبناها بالرقابة تتحجج بقلّة العديد! ويا لها من صدفة في التوقيت بين الأحداث الثلاث من تشكيل الحكومة الى دخول الصهاريج وسقطة الدولار.
ولا تقولوا لنا “بدكن تاكلو عنب أو تقتلو الناطور” (مثل من الأمثال الشعبية مثل الروايات المعبرة التي تخاطبوننا بها) لأن العنب بعيد المنال والناطور وقح متفرعن ومن المفترض لجمه قبل أن يلجم ما تبقى منّا عرض الحائط!
اليانا بدران