“الخرطوشة” الأخيرة بيد الإتحاد الأوروبي!
أصبح التيّاران المسيحيّان الأقوى في لبنان وهما التيار الوطني الحر والقوات اللبنانيّة أمام حتميّة انتخاب رئيس للجمهورية كي يلعب دور الحَكم (وهذا هو الدّور المعهود إليه بعد اتفاق الطّائف)، ولاسيّما أنّ لبنان سيمرّ قريبًا في مخاض عسير يتمثّل في حرب ضروس بين حزب الله وإسرئيل وفي مؤامرة توطين النازحين السوريين تحت ضغط العقوبات على نجيب ميقاتي ومن ساواه بدناءة الأخلاق السياسية، ونعني هنا جميعهم ومن دون أدنى استثناء. وإنّنا على يقينٍ بأنّ جميع منتحلي صفة سياسيين وزعماء لبنان هم مستعدّون لبيع أعضائهم وأعراضهم أمام العرض الأخير الذي تقدّم به الاتحاد الأوروبي وهو ضخ الميليارات على لبنان شرط توطين السوريين وترحيل اللبنانيين، لأنّه وبحسب منطقهم الدونيّ بالمال يقاومون السقوط ويستمّرون بسياساتهم السّافلة أمّام شعبيّة مخذولة.
وإنّ المتبصّر جيّدًا بهكذا عرض، يستنبطُ تمامَ الإستنباط أنّه عرضُ اليائس والمرتعب، بل المحاولة الأخيرة قبل أن يقع المحظور. إنّها الخرطوشة الأخيرة للاتّحاد الأوروبي لأنّه أصبح أمام مفترق طرق مصيريّ، ومن بين هذه المفارق، مفترق آخذٌ بأوروبا نحو انفجار شوارع بسبب من منحوهم جنسيّات ليسوا أهلاً لها. واليوم يعبّرون ضمنًا وعَلَنًا (أقلّه بعض دول الاتحاد الأوروبيّ) أنّهم لم يعودوا يرغبون بهذه الطبقة والمعدن من النازحين، آخرها قبرص التي أطلقت العنان للنفير العام.
إنّها المحاولة الأخيرة للاتحاد الأوروبي، لأنّه متّجه إلى ملفّات سيطول أمدُها في بلاده. وبمحاولته هذه لعّله يتخلّص من ملفّ غدا عبئًا عليه. ولكن إذا أراد حقًّا التخلّص من هذا الملف، ليترك اللبنانيين يرحّلون السوريين جميعًا إلى بلادهم ومن غير عودة، وسيستغرق هذا الترحيل 24 ساعة فقط، لأنّه ولأسباب عديدة منها معلوم ومنها محسوس ومنها لم يُعلَن لن يتمّ توطين السوريين. إذًا ليخفّفوا عن جحشهم!
إدمون بو داغر