Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

“سنبيع أرضنا وثيابنا لدعم شعبنا..”!

13 شباط 2001، رحل الرئيس الأسبق للرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة الأباتي شربل قسيس ابن قرطبا، رمز اللبناني المسيحي الماروني الخلقيدوني المقاوم وحارس القضيّة اللبنانيّة التي تفانى في خدمتها!

شتّان ما بينه وبين أشباه الرّهبان المائعين، الضائعين ومنتحلي صفة خدّام المذبح والبيعة المقدّسة.. والله القاضي الدّيان يحاسب كل إنسان بحسب أعماله !

من أبرز أقواله : “سنبيع أرضنا لدعم شعبنا وإذا اضطررنا سنبيع ثياب الرّهبنة ليبقى المسيحيون في لبنان، فما نفع الأرض والرهبان إن لم يعد هناك شعب مسيحي حر ينبض بالحياة ؟ “.

ما أحوج وطننا وكنيستنا ولا سيّما رهبانيّاتنا، وتحديداً الرّهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة إلى مثل هذا الرجل الراهب البطل الذي ترك الأثر الطيب في مجتمعنا والإرث البطولي على امتداد مساحة المقاومة الوطنيّة المسيحيّة التي دافعت عن لبنان الهوية والكيان والتراث والتاريخ والدور الرائد في هذا الشرق، عندما كشّرت المؤامرة الشيطانية عن أنيابها لمحاولة ابتلاع لبنان حيث كان الفلسطينيّون المسلّحون واللاجئون على أرضنا يخطّطون مع داعميهم الخبثاء للاستيلاء على وطننا وتحويله إلى وطن بديل لهم بعد خسارتهم وطنهم.. فكانت هذه الرّهبانيّة المجيدة، رهبانيتنا مرجعنا وملاذنا، وهي منبت القدّيسين ومدرسة الإيمان والمحبة والعطاء والقداسة والصّمود والمقاومة في وجه الغاصبين، السند الأول لرجال الأحزاب المسيحيّة وحتى لغير الحزبيّين الذين انتفضوا لكرامتهم وكرامة شهدائهم الأبرار فحملوا السّلاح وتدرّبوا على أيدي المتمرّسين على حمل السّلاح واستخدامه ومنهم عناصر الجيش اللبناني، واستبسلوا في الدفاع عن الأرض والعرض فخاضوا أشرس المعارك في وجه هؤلاء الغرباء الغاصبين والمعتدين على كلّ الجبهات وفي كل الساحات حيث بذلوا الدماء فداء عن وطن الأرز، وسطّروا الملاحم وقدّموا قوافل الشهداء الذين لولاهم لما بقينا ههنا على أرض لبنان ولما بقيت لنا جمهوريّة ولما بقيت لنا أجراس نقرعها ولما بقي لنا هذا الكيان محفوظاً بقدرة القدير رب الأرباب، الله الذي يعضدنا ويساعدنا في حمل صليبنا، منذ عصور وأجيال حتى يومنا هذا، وهو له العزّة والمجد، ينصرنا على أعدائنا، ونضرع إليه خاشعين أن تزهر دماء شهدائنا ولا سيّما شهداء المقاومة المسيحيّة الباسلة خلاصاً للبنان، وأن يمنّ علينا بكهنة قدّيسين وآباء وأمهات ومسؤولين وقادة سياسيّين وقضاة يقتفون آثار السلف الصّالح على طريق القداسة لمجد الله ولبنان!

سيمون حبيب صفير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى