“العدوّ” قبلَ “العَذول”[1]
نرسّمُ الحدود مع “العدوّ الإسرائيلي” قبلَ ترسيمِ الحدود مع “العَذول السّوري”.
أيًّا كانت وستكونُ الأعذار، فإنّ إعلانَ نبيه برّي الإطار العمليّ للتّفاوض حوْلَ ترسيم الحدود البحريّة والبريّة في الجنوب، موازٍ لتلك التي تمثّلت باتفاقيّة السّلام التي أبرمَتْها دولتا الإمارات العربيّة المتّحدة والبحريْن مع إسرائيل في الأسابيع القليلة الماضية.
إذًا، بدأت تتجلّى لنا أسبابُ عدمِ اتّهام أمين عام حزب الله إسرائيل عقب انفجار مرفأ بيروت (…).
بدأت تتجلّى للمُراقبين حقيقة “المُقاومة الجنوبيّة” المُقنّعة (…).
لو أَعلنَ ما أعلنه برّي، أيُّ حزبٍ يمينيّ آخر في الدولة اللبنانيّة، لرُشقَ بتُهم العَمالة والخيانة وأُغلقَت منافذُ العاصمة انتقامًا (…).
ناهيك، عن أنّ كلّ الإتّهامات بالعَمالة التي أطلقها نصرُالله على ناشطي الثورة ومَن يدعمُها، لم تكنْ سِوى تمويهٍ وتضليلٍ لواقعٍ خبيث (…).
ماذا تُخبّئُ لنا هذه المسرحيّة الجيو- سياسيّة الدوليّة والإقليميّة في المستقبل القريب؟
على أيّة خاتمة سيُسدَلُ السّتار؟
ما طبيعة القناع الذي تقنّعت به “المُقاومة الشيعيّة الجنوبيّة” في الأيّام الأخيرة؟
لن نُسهبَ في التحليل، فالوقت كفيلٌ بكشف المستور!
إدمون بو داغر
[1] كثيرُ اللّوم والعِتاب والعَذل.