«بابا نويل شاف الويل»!
صادفتُ بابا نويل في أمسية الميلاد يصيح الويل الويل، وقد انتابته نوبة غضب وهيجان، وينادي الغزلان، هلًمّوا نغادر إلى الأبد لبنان، قبل أن تنتابنا الأحزان، وتُصيبنا لوثة التشرذم والفلتان.
حاولت أن أعيد إليه السكينة والاطمئنان، وسألته بحبٍّ وحنان، ما الذي جرى وكان؟
قال لي وهو لا يزال غضبان، ما من عاقل يُقارب شأناً ما في لبنان إلا ويُصاب بالغثيان، ويُجابه المصاعب بالأطنان، كأنه يعيش مشروع بُركان، لا يدري أين ينفجر أو متى الأوان، والسبب صراع التحالفان، كلٌ يُخفي مشروعاً لا يظهر ولا يَبان.
قلت يا بابا نويل عليك الأمان، هذا هو لبنان من قديم الزمان، اهدأ وتناول كوباً من عصير الرُمّان.
أجاب بمنتهى الهيجان، ما هكذا يا صاح تُبنى الأوطان، ولا هكذا يُؤَّمن مستقبل الأبناء والولدان، لقد أعرض أطفالكم عن الهدايا وأظهروا النُكران، وطلبوا مني تأشيرات هجرة إلى مُختلف البُلدان، عساهم يعيشون بكرامة وفي أمان!
أفقت على الواقع المزري الذي أعيشه بنفسي، واستعطفت الغزال «رودلف صاحب الأنف الأحمر» شديدُ اللمعان، راجياً أن نتبادل المكان … فسخر مني قائلاً: صحيح أنا حيوان ومع ذلك لا أقبل العيش مثلكم في لبنان!
عبد الفتاح خطاب