بالنَهب ابطال.. وعند الإنقاذ استقالوا!
عام مضى على مجزرة الرابع من آب التي ادمت لبنان، ولا يزال الوطن يدور حول نفسه يبحث عن مسؤول.. ليس “مسؤول” عن الانفجار فقط بل عن السيَبان القاتل الذي اوصلنا الى اليأس.. يأس من إمكانيات بناء وطن حقيقي ونهائي لجميع أبنائه.
عندما كان نهب المال العام سيّد الموقف كان “الحكّام الأبطال” يعتبرون ان لا وطن من دونهم، وعندما أفرغوا الخزينة استقال الجميع.. ليس رئيس الوزراء حسان دياب فقط، بل أيضا رئيس الجمهورية الذي اعتبر انه غير مسؤول عن الانهيار لأنهم “ما خلّوه”، كما رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اطال حياة الحريري الصغير المكلّف لتسعة أشهر مميتة قبل ان يعترف بفشله دون ان يعتذر من الشعب اللبناني للضرر الذي سببه بترك السيَبان حتى الارتطام. دون استثناء عصابة الرؤساء السابقين التي تنظّر في صالون فخم وتلغي القرار.
اما النواب فحدّث ولا حرَج انهم مستقيلون أصلا من الوجود، وليتهم استقالوا عن الكراسي بدلا من ان يوقّعوا عريضة العار التي الغت ما تبقى من هيبة القضاء واحترام الضحايا.
العدالة الى شريعة الغاب!
المماطلة لا تنقذ وطن، والتناتش حول كراسٍ فارغة لا يطعم خبزا. لكنهم لا يزالون على موقفهم من النكران، معتبرين ان النظام حيّ وانهم حكّام، فيما النظام مضى وهم على طريق الزوال. وما يقلقنا أكثر من كل هذا انهم لا يكترثون لما قد يحدث في الأسابيع المقبلة، وكأن الشعب غير موجود وهم غير معنيين بالمجزرة الجماعية التي ارتكبت.
لم يعد ممكنا ابتكار “راجح” خيالي وتحميله مسؤولية ما حصل. فالشعب يطالب برؤوس كبيرة ولن يكلّ حتى الحصول عليها. وان لم ينصفه القضاء سيسترجع حقه بيده، وهنا تكمن الكارثة لان “صَيد السحرة” سيبدأ وستتحول الشوارع والساحات الى محاكم شعبية تطال من هم في متناول اليد على أساس “كلن يعني كلن”، بمعزل عن الحق والعدالة.
جوزف مكرزل
.