بانتظار الفرَج الأميركي!
أربعة أشهر ضاعت من حياة مواطن منكوب ينتظر “ساعة الفرَج” التي سيحظى فيها بحكومة تهتم بشؤونه، وشجونه، وصحّته، وأمنه، وقوته… أربعة أشهر بانتظار محطة وهمية، وكأن وجودنا مناط بالاستحقاق الرئاسي الأميركي! والآن ماذا بعد دخول جو بايدن المكتب البيضاوي؟ مروحة الاحتمالات واسعة، بين تأجيل جديد، أو تشكيل سريع، أو تصعيد أمني يعيد خلط الأوراق تتخطى أسبابه ونتائجه حدود لبنان.. بل حدود المنطقة.
القناة الإيرانية أقرب؟
بعد ترحيبهم بسقوط ترامب بدأ الإيرانيون يُخرجون أوراقهم تحضيراً لمفاوضات مرتقبة، ومنها الورقة اللبنانية. من هذا المنطلق بدأت السيناريوهات تُحاك، أو تسرّب، في الإعلام الغربي حول حروب ممكنة، تارة من لبنان وطوراً في سوريا، وكأنه تصعيد افتراضي للتهويل او التهديد يضعنا في خانة عدم الاستقرار. وبما ان قضية لبنان ليست من أولويات الإدارة الأميركية الجديدة، سننتظر فترة غير وجيزة للخروج من النفق.. إلاّ إذا مررنا عبر القناة الإيرانية التي تحظى بموقع أهم وأقرب في الأجندة الأميركية!
سقطت الجزرة وبقيت العصا!
لبنان لم يعد يتحمّل انتظار “دور” طهران، كما هناك دول تفصل بين الملفين الإيراني واللبناني، وقد تعود فرنسا الى الساحة بمعاونة دول أوروبية وعربية، ومباركة أميركية صادقة هذه المرة. علما ان التجربة الفرنسية اثبتت فشل الرهان على حسن نية المسؤولين المحليين..لذا سقطت الجزرة وبقيت العصا.
“دفتر الحساب” الذي نبّهنا عنه مرارا فُتح على ما يبدو، وبدأت مرحلة تعقّب أموال المسؤولين اللبنانيين في المصارف الأوروبية والعالمية بهدف تجميدها بشكل احترازي، بانتظار إجراءات قانونية، أو تسويات محلّية وإقليمية برعاية أممية.المرحلة طويلة وقد لا نحصل على هذه الأموال، لكنها إشارة بأن العد العكسي بدأ. يبقى على المسؤولين اللبنانيين خيارين: مبادرة حسن نية سياسية ومالية، أو هروب إلى الأمام بانتظار معجزة.. إلاّ إذا أرادوا إسقاط الهيكل عليهم وعلينا.
جوزف مكرزل