بلا كرامة!
ينتقدوننا بسبب إصرارنا على الحياة ولعلّها فعلا تخطّت المستوى المسموح به. فأصبحنا شعب يتعايش مع أي حدث مهما كان قاسياً أو صعباً يتخطّى ويستمر. علينا الاستمرار طبعاً لكن ذلك لا يعني قبول الواقع بكل ما يجلبه من مذلّة! هل فعلاً نستحق ما يحدث لنا؟ لماذا نقبل أن يستبد بنا صاحب المحطّة أو المستورد أو التاجر؟ لماذا نقبل أن نقف في الطوابير الطويلة ننتظر دورنا لنستعطي قطرتين من البنزين علماً أن المادّة متوفرة ولا أزمة ولا انقطاع، وإن كان هناك من أزمة فعلاً فإلى متى ستبقى خزازيننا مملؤة؟ لا بد لما خزنّاه أن ينتهي! ولأن ما من أزمة لماذا نقبل بالمذلّة؟ لماذا نقبل ونصمت عن الشاحنات المحمّلة بآلاف الليترات من المواد النفطية والأطنان من الطحين والمواد الغذائية المدعومة المتجهة الى سوريا يومياً، على الرغم من تحرّك الجيش والقوى الأمنية لتوقيف البعض منها.
نحن عالقون في هذه البقعة من الارض وتحيط بنا المشاكل والأطماع والحروب والشعوب الجائعة والمظلومة، تًرتكب أبشع أنواع المجازر بحقها وإن كان لدينا ولو القليل من الإنسانية فعلينا أن نتضامن معها ولكن أنظروا الى حالنا! هم يعيشون بحرب ستحدد مصيرهم في يوم من الأيام أما نحن فحربنا ومواجهتنا مع من استولوا على الدولة وبرهنوا أكثر من مرّة أنهم فاشلون، سارقون، وقحون ولا يتمتعون بأي صفة من صفات “رجل الدولة”، نحن في حرب مع هؤلاء واقفون على الجبهة ونرفض أن نحارب. مستعدون أن نخسر كل شيء حتّى كرامتنا ولن نحارب! فكيف نتأمل أن نربح أو أن يكون الغد أفضل إن بقينا شعب لا يعرف الاستسلام ولا يريد أن يحارب؟!
ظننت اننا شعب مستعد أن يموت ولا يخسر كرامته ” بس طلعنا شعب بلا كرامة ومش فارقة معنا”
اليانا بدران