تذاكر سفر بلا عودة!
بيوت الله تنتشر في أنحاء العالم، بداخلها جميع وسائل الراحة، والاستجمام، والمياه الساخنة وحقول مزروعة بالطيّبات ناهيك عن ترويقة العسل مع الزعتر، واللبنة البلدية، والبيض الطازج والأجبان واللحوم لأجل الغداء والعشاء.
مشايخ ورجال دين، سرقوا الله، وطوّقوا أنفسهم بوشاح الرسل والأنبياء، داخل مسرح التهريج والنفاق طائفة بكاملها من جميع الطوائف، بالملايين وقد استولوا على الارض والسماء…
كيف يمكن ان يكون هناك من يدّعي حب الله يعيش البحبوحة والطمأنينة، وعلى الرصيف الآخر عشرات الآلاف لا يجدون مصدراً لشراء رغيف يابس او جرعة ماء.
كيف يمكن لرئيس، زعيم ونائب ووزير ورجل أعمال في جيوبهم المليارات من الدولارات، لا يكترثون لوطن ينحدر سريعاً نحو الزوال والاحتراق…
نحن أمام هذا الضجيج من الاحتجاجات واللامبالاة، لا نشعر سوى بالقرف وخيبة الأمل ويتكلّمون عن حكومة انقاذ، وإقفال البلد لأجل الكورونا، والشباب مع كل فجر جديد، يغادر مع طيور النورس نحو وطن الطمأنينة والأمل وراحة البال، تذاكر سفر بلا عودة، وطن يتكدّسه التراب الاحمر والحجارة التي تئن من الألم والحزن.
جهاد قلعجي