تماثيل في متحف السلطان!
ما من مشهد على الساحة اللبنانية من قريب او بعيد لنور خفيف يضيء عتمتنا ويدفعنا لقليل من الاطمئنان.
محاطون نحن برجال نصّبهم الدهر قادة لإدارة وطن وهم مجرّد فصيلة تافهة من فصائل ما يشبّه بالرجال.
عاد الحرف لقمقم علاء الدين، واختفى المارد عن الوجود.
كل ما يحيط بنا ينهار، يتساقط عنوة على الارض مستسلماً للعواصف والصقيع، بمزيد من القهر والخضوع للفقر والبرد والجوع، والركوع طاعة لأوامر السلطان.
صرنا كالنفايات المشلوحة هنا، وهناك على زوايا الطرقات، تنتظر أسياد التنظيف.
انه حكم بالاعدام على شعب بأكمله، دون دفاع دون قضاة، دون محاكمة.
هجروا من اعماقنا الكلمات، جعلوها ترحل مع عصافير الصباح دون ان تودع قرميدها البرتقالي.
مزّقوا الاوراق الربيعية من قلوبنا واوقفوا عن عروقنا آخر نسمة للحياة وجبلونا مع التراب والاسمنت لنصبح بناءاً جامداً، رقماً جديداً، تماثيل في متحف السلطان.
جهاد قلعجي