تَركة حريرية ثقيلة!
عندما ترأس رفيق الحريري حكومة لبنان، كرجل أعمال ناجح، دخلنا في مرحلة تحويل الدولة الى شركة مساهمة يتقاسم فيها المساهمون الودائع والأرباح. بُددت الأموال على “اعادة اعمار” تحوّل الى ماكينة لإثراء المساهمين، والمرابين السوريين، في”سرقة العصر”. وكما قلنا آنذاك للحريري في لقاء مصارحة عندما تفاخر بأنه “عمّر” بيروت : “صحيح، لكن بأي كلفة وعلى حساب من؟”.
أتى يوم الحساب، والحريري الصغير تنحّى لأنه فشل في إدارة “شركة لبنان الحريرية” رغم محافظته على المساهمين أنفسهم، لكنه لم يستدرك ان الظروف تغيّرت وهو ليس من حجم ابيه. وكي لا نظلم السعد علينا أن نعترف انه، كما ابيه، حيّد عن لبنان حربا سنيّة شيعيّة مدمّرة ودفع غاليا ثمن عصيانه تعليمات ولي عهد سعودي مهووس بمحاربة ايران، ومصرّ على إلغاء “حزب الله” ولو أحرق لبنان. هذا ما دفع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى انقاذ الحريري الصغير من مخالب بن سلمان ودعمه، في ما اعتَقدَ انه مسار نهوض لبنان. لكن ضعف السعد، وقوة المافيا، افشلت خطة الانقاذ واغرقت الحريرية السياسية ولبنان. انها بالحقيقة تركة ثقيلة.
مشروع بهاء فدائي!
اعتكاف السعد مرحلي بالأساس، لكن كثرة الطامحين بملء الفراغ قد يطيل امده، خصوصا بعدما اشرأبّ الأخ الأكبر دفاعا عن “لبنان الحريري”، وهو الذي أقصي سعوديا بعد استشهاد الرفيق، لأنه غير قابل للترويض.
لا ندري ان كان السعودي يدعم بهاء، لكنهما يلتقيان بمشروع “تحرير الوطن من محتليه”، اي “حزب الله”. يبقى السؤال “كيف سيتم التحرير؟” بحرب يبغاها بن سلمان، ام بتقاسم السلطة والمال على طريقة الرفيق التي لا تحظى برضى الوالي؟ مشروع بهاء فدائي، لأن اللاعبين الغربيين يريدون المحاسبة ويرفضون العنف. معادلة ثلاثية صعبة كون محاسبة المافيا سلميا شبه مستحيل، تماما كما الغاء الحزب عسكريا.
جوزف مكرزل