ثلاثة “سوا سوا” وباب الانضمام مفتوح!
روسيا الاتحاديّة، بلاروسيا والشيشان وبدَعمٍ من كوريا الشمالية لروسيا عن بُعدٍ أقلّه لغاية هذه السّاعة وتحديدًا لجهَةِ ضخّ أسلحتِها لحليفتها، والله أَعْلَم من هي الدّول التي ستنضمّ إلى روسيا أيضًا لمواجهة الغرب في أوكرانيا مع احتمالٍ كبير لانتقال هذه الحرب الضروس إلى داخل أراضي حلف الناتو.
إنّنا اليوم، أمامَ مشهدٍ مختلِفٍ عنِ المشاهدِ السّابقة. ترى روسيا اليوم أنّ الغرب رَفَعَ سقف المواجهة ضدّ قوّاتِها ولاسيّما بعد الدّخول الأوكراني في الخاصرة الروسيّة عبر مدينة “كورسك” ما سيدفع روسيا إلى مضاعفة عمليّاتِها العسكريّة من خلال استخدامِها لأسلحة غير تقليديّة.
ويبقى الهدف وراء اقتحام أوكرانيا للأراضي الروسية جرّ روسيا إلى المفاوضات من خلال القوّة، غيرَ أنّ فلاديمير بوتين وجّه اتّهامًا مباشرًا لحلف الناتو والولايات المتّحدة الأميركية بدعمهم أوكرانيا بالسّلاح والعَتَاد والمرتزقة، بل بالإنخراط بالحرب إلى جانب الجيش الأوكرانيّ. وقد استطاع الرّوس برهنةَ هذا الاتّهام بعد وقوع عناصر من الجيش الأميركيّ وسواهم من حلف الناتو في قبضتهم مع أسلحتهم. وبالتّالي قطع بوتين كلّ احتمالات المفاوضات بعد تورّط أوكرانيا وحلفائها في الأراضي الروسيّة.
أمّا عن الخطر النوويّ، فلن يبقى محصورًا بين روسيا وأوكرانيا ومَن جاورَهما من الدّول، بل سيتمدّد إلى العالَم بأسره. ومن هنا، فإنّ هناك أزمة مكتومة بين روسيا والوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة، إذْ تضغطُ روسيا بقوّة من أجل انتزاعِ إدانةٍ من الوكالة التّابعة للأمم المتّحدة ضدّ أوكرانيا. وشواهدُ تلك الأزمة تأتي من التّصريحات المتواترة لمندوب روسيا الدّائم لدى منظّمة الأمم المتّحدة في فيينّا. ويحثّ رافاييل غورسي المدير العام السادس للوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة على الملَاءِ (علانيّة) أنّ “أوكرانيا هي التي تقفُ وراءَ الهجوم المتكرّر على محطّة “زاباروجيا” الواقعة على الخطوط الأماميّة للقتال. لكنّ الوكالة الدوليّة للطّاقة الذريّة وبحَسب مصادر من إدارتِها، تؤكّد على دورِها التقنيّ والعَمَليّ وليس بمقدورها تحديد مَن أطلق النّار. وكلّما زادَ الضّغط الأوكرانيّ داخلَ “كورسك” الروسيّة، كلّما ضغطت روسيا على الوكالة الدولية للطاقة النوويّة لإدانة أوكرانيا.
إدمون بو داغر