“حرامي مع نيشان رئاسيّ..!”
إنفرجت أساريرُ المواطنين وانشرحت صدورُهم وبرُدت قلوبُهم عندما أكّد لهم السيّد النّجيب رئيس حكومة “الصّدفة” أنّه وحكومته بوزرائها العباقرة لا يعزِمون على الإستقالة وأنّهم سيواصلون التّنقيب، قسمٌ منهم في الهواء والقسمُ الآخر في جوف الأرض حتّى يبلغوا النّواةَ الحراريّة التي من خلالها سيسخّنون الأجواء اللبنانيّة ويولّدون الطّاقة.
وفي المقابل، لا يبدو أنّ القانون الإنتخابيّ والإنتخابات النيابيّة الآذاريّة مع “أكسسواراتِها” ستُبصرُ أنوارَ “قوس قُزح” وشدُّ الحبال بين جميع أسياد الطّوائف السياسيّة لا يزالُ مستمرًّا وقد شارفت الحبال المشدودة على التمزّق فالقطع، إلى أن ينفلتَ الوضع الأمنيّ ويعني بالمشبرح “لوقت ما يفلت الملق”، فيذهب “طَنسة” و”القنّاص” و”متعهّدو العهد” بجرّافاتهم ومعاوِلِهِم بجُرفِ مُنْحَدَرات وادي الجماجم. وفي النّهاية على جثث مَن ستجري التّسوية والمحاصصة بحلّتها الجديدة؟!
بدأوا منذ مدّة “بنشرِ غسيلهم” على حبالٍ “مُكهربة” ومَن كان صامتًا ومتلطّيًا كالحرباة المتلوّنة، أخذ يتشدّقُ وعيدًا وتهديدًا بافتعال حربٍ أهليّة قد يمتدّ صدى رصاصِها من الحدود إلى الحدود. طبعًا، فكلّ هذه “الزّمبليطة” هي للتملّص والتخلّص من مساءلة ومجازاة القضاء، ومن دينونة الخالق التي ستُنجزُها دماءُ المُواطنين الأبرياء. ومَن “يُكهربُ” أجواء مسيرة القضاء وإحقاق العدالة هو نفسُه الضّعيف والمُتهاوي، بالرّغم من استقوائه بصواريخ العَمَالة والخيانة، وبمئات ألوف المقاتلين المُدَرَّبين المُرتَزَقَة.
وآخرُ إنجازات العهد “المستقوي” وبمرسومٍ جمهوريّ يفتقرُ إلى الشرعية والإصلاح تمّ ترفيعُ أشخاصٍ متّهمين بالإهمال الوظيفيّ وقبض الرُّشى والتّزوير والكذب، وتمّ تثبيتُهم أعضاءَ أصيلين في المجلس الأعلى للجمارك، هذه هي إذاً ذهنيّة “الإصلاح والتّغيير” التي تستحقّ نيشانَ الدّخول في كتاب “غينس بوك” للتّعطيل الدستوريّ، و”اخبزوا بالأفراح”!
إدمون بو داغر