حرامي ووقح!
نحن في بلد فُقد الامل منه، تديره مجموعة “حرامية” سرقت ما أمكنها و “قَولبت” القوانين على قياس صفقاتها بالشراكة فيما بينها على مدى سنوات طوال، توالت على الكراسي كي “تستدوق” من القطاعات كافّة، وكلما اقترب موسم الانتخابات التي يفصّلون قانونها على مقياسهم ايضاً وبطريقة تضمن لهم حصصهم، يعمدون الى تعكير المياه ورفع سقف الخطابات والتسابق على شعارات حب الوطن واستعادة حقوق الشعب التي هم بأنفسهم سلبوها وعيّنوا قضاة من صفوفهم كي يضمنوا هروبهم من المحاسبة.
وفور انتهاء موسم الانتخابات الوسخ، يجتمعون على طاولة واحدة للتوافق حول كيفيّة تقاسم الحصص كي لا “تتشربك” الامور ببعضها.
هكذا هي الحال منذ ثلاثين عاماً وأكثر، وفي كلّ مرّة تصل الامور الى القعر وتتفجّر الازمات كلّها مع بعضها في وجه اللبناني، يبقى ويستمر في الكفاح فقط لأنه يرفض الاستسلام أو الموت مع أنه “الاشطر” في تسليم رقبته ومصيره لصاحب المقصلة ليس مرّة بل مرّات لكنه لا يتعلّم ولا يستسلم.
وفجأة تأخذ الامور في المنطقة أماكنها، تُرسم التحالفات الشرق أوسطية الكبيرة، تهدأ رياح التسلح والارهاب، فتصطلح الاحوال في لبنان على مضض، ومن سرق ينفد ومن مات يبقى صورة معلّقة على حائط منزله وحرقة في قلب من عرفه وإن كان صاحب حظّ يذكر اسمه في صفحات تاريخ هذا الوطن الذي كان وسيبقى حلماً في الاذهان فقط!
اليوم ونحن على ابواب انتخابات رقابنا ومصائرنا مرهونة لاتفاق إمّا يُعقد أو لا وأمامنا ثلاثة استحقاقات إما نعي أهميتها فنحسن الاختيار أم لا. وإذا كانت أسعار المحروقات ولهيب لعبة الدولار وذلّ الاستحصال على ربطة الخبز واحتكار مافيا المولدات واستبدادها وكل ما تبقى من أزمات لم تجعلنا نعي خطورة الانتماء الى أحزاب القتل والموت والنشل والنهب والكذب والخداع فـ “الله لا يقيمنا”!
اليانا بدران