حكومة النعي بالنفس!
اعلنت حكومة الإفلاس الميقاتية الحداد الوطني على ضحايا معركة الطيونة، وهي بالحقيقة تنعي نفسها، كونها لا تبالي لأي ممن سقطوا بل تهرب من الاعتراف بمسؤوليتها وعجزها. وبرعَطة رئيس وزراء مكبّل، قبِل بتكليف مشروط لأسباب شخصية، وملفات موكَل بها.
اسئلة كثيرة توحي وكأن قراراً ما اتُخذ. لماذا لم تُستبق الأمور قبل وقوع الفاجعة..المنتظرة؟ لماذا لم يُدعى مجلس الدفاع الأعلى فورا؟ هل من رسالة لـ”حزب الله”، وهو الخاسر الأكبر في هذا الحدث؟ علماً ان حليفه اللدود الأملي كان مهيئاً للمعركة، وربما مبادراً، وورّطه بها! اما “القوات” المتَّهمين حزبالاوياً، فلا اثبات حتى الآن بتدخّلهم، وفي الحالتين انتصروا شعبياً.
يبقى السؤال الجوهري: هل سيعضّ الحزب على جرحه ويطوي صفحة النكسة الجديدة؟ ام انه سيدخل في دوامة عنف هروباً من واقع حتمي: هيمنة سلاحه فانية، وأحد لا يستطيع وضع اليد نهائياً على لبنان. خصوصاً ان الرياح الاقليمية والدولية تسير عكس تياره، أكان في العراق او في سوريا، وقريباً في اليمن.. ولبنان لن يكون بدلاً عن ضائع.
ان اردتم كانتونكم فليكن سلمياً!
من صالح نصرالله والإيرانيين فتح صفحة جديدة تعيد الى لبنان عافيته والى “حزب الله” شرعيته الديمقراطية، بعيداً عن هواجس السيطرة التي ستؤدي الى هلاكه.. وعافية لبنان تكمن بالرجوع الى اتزانه، الذي يمرّ لسوء الحظ بتوازنه الفئوي، ريثما يتم إلغاء داء الطائفية. ما سيرتد ايجاباً على الجميع، بمن فيهم “حزب الله”، كونه سيفتح باب الحوار المنطقي حول كيفية تطوير النظام، ليتناسب وطموحات ابنائنا من جميع الفئات الذين هاجروا لأن وطنهم لا يشبههم.
وإن كان الهدف ارساء كانتونكم، فليكن.. لكن دون سفك دماء الأبرياء.
ثورة عَ النار!
عامان مرّا على ثورة مواطنين صالحين لجَمَتهم مافيا حاكمة شريرة، لكنهم صامدون ولو غابوا عن الساحات تاركين الشوارع الضيّقة لمن لا يزال يعتقد ان السلاح هو الحل.
دم الثورة يدور في عروق آلاف الصدّيقين، والقلوب التي تنبض سوية لا بد ان تحقق تغيير ما في صناديق الاقتراع.. وإلاّ سيكون الشارع السبيل الوحيد لتحقيق الإصلاح، بدحر الحاكمين المجرمين!
جوزف مكرزل