«دُقّي واعصري»!
يبدو أن لبنان واللبنانييّن مصابون ببلاء السياسييّن المتخاصمين الذين لا يكتفون من إثارة المزيد من السجالات ولا يشبعون من الخوض في المهاترات، بل «يتفننون» في ربط العُقد وإنشاء الحُفر والمطبّات مما يذكّرنا بالمثل الشعبي القائل «ناقرني تا ناقرك وما إلي قلب فارقك»!
بل يختارون في كل مرّة، قاتلهم الله وأراحنا منهم جميعاً، الرقص على حافة الهاوية، ومرّات عدّة جرفونا في نزاعات مسلّحة وحروب دمويّة أهليّة!
ويبدو واضحاً أيضاً أن الانتداب الفرنسي قد خرج باكراً من بلادنا، وأن لبنان ربما يجب أن يُوضع سريعاً تحت وصاية الأمم المتحدة (أو غيرها)، إلى حين شفائه التام من أمراض وفيروسات التبعيّة للخارج … والمذهبيّة … والمناطقيّة … والعشائريّة … والزبائنيّة وحُمى عبادة الأشخاص والمرجعيّات والزعماء.
أجل نحن بحاجة إلى ديكتاتوريّة تظلم جميع اللبنانيين سواسيّة، وتموضعهم قسراً وقهراً على الخطّ المستقيم فلا يزيحون، وتمحي من أذهانهم المريضة العفنة مفاهيم الفساد والمحسوبيّة والوساطة والرشوة والتباهي والتلاعب والمكابرة والتذاكي والشطارة وحبّ اقتناء السلاح، لأنه يبدو أن اللبناني «متل الزيتون … ما بيجي إلا بالرّص» أو تحت بطش وجزمة جنود الاحتلال الفرنسي أو السوري!
لقد تعبنا بما فيه الكفاية، ونحتاج أن نعيش «يومين متل الخلق» قبل الرحيل إلى ذمّة الله.
عبد الفتاح خطاب