رئيس ممانع أو الفراغ!
سقط رهان الثنائي الشيعي العلني، كما الرهان الضمني للثنائي بري- ميقاتي، بفرض رئيس من طرف واحد، أي من طرفهم، يرضي طموحاتهم ويمرر مشاريعهم الشخصيّة والفئوية. لكن تدنّي حظوظ فرنجية لا يعني خروجنا من الأزمة الدستورية، بل دخولنا مرحلة جديدة تعيد خلط الأوراق وطرح أسماء بديلة لا فيتو عليها من أي طرف أساسي، ولا شروط مسبقة تعجيزية لوصولها.
نجحت المملكة العربية السعودية بكسر التهديد “فرنجية أو الفراغ” الذي أخاف دول الغرب وفي مقدمتها فرنسا التي تبنّت مبدأ “رئيس ضعيف أفضل من لا شيء”. هذا الخيار ليس ساذجا ولا خلفيات اقتصادية وجيوسياسية وراءه كما يروّج من يعيش في هاجس المؤامرات، فلو كان الفرنسي متضامنا مع إيران كما يقولون لسحبت السعودية نفسها من التحالف معه حول الملف اللبناني. انها مجرد وجهة نظر مبنية على “التعويض برئيس وزراء محايد، كونه صاحب السلطة الحقيقي في الدستور الطائفي”..
الرهان الفرنسي والأوروبي منطقي بالمطلق كون الرئيس مهما كان قويا لم يعد صاحب القرار بعد الطائف، فيما رئيس الوزراء مهما كان ضعيفا لديه صلاحيات تنفيذية اهمّ. أي أن القرار الحقيقي سيصبح بيد التغييريين. ما ترفضه طبعا جبهة الممانعة.
لكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود؟ المنطق ليس سيد الموقف بل الغريزة.. والتخوين الدائم لكل من يحاول إيجاد حلّ “أفضل الممكن” للجم الانهيار.
اي رئيس نريد ؟
ما هي مواصفات الرئيس المثالي؟
أن يكون لبنانيا؟ الجميع يعتبرون أنفسهم لبنانيين ولو ارتهنوا.
ان يكون نظيف الكفّ؟ لا أحد يعلم كيف يتحوّل المسؤول بين ليلة وضحاها.
أن يكون مستقلا؟ البلد برمته رهينة إيران والسعودية واميركا واوروبا وغيرها.
ان يكون حياديا؟ في بلد التطرف الأعمى والتديّن الأرعن؟
أن يكون قويا؟ الماضي علّمنا ان لا حَيل ولا قوة لمن يتبوأ هذا المركز.
أن يكون تنظيميا؟ والدولة برمتها باتت مزرعة سائبة.
أن يكون اقتصاديا؟ سياسيا؟ دبلوماسيا؟ ان يكون.. ان يكون..
الم نفهم بعد أن اي رئيس، او وزير، او نائب، او موظف، سيتحول بسرعة البرق الى دكتاتوري او حرامي في بلاد تديرها مافيات سلطوية حيث لا رقيب ولا حسيب، ولا شعب يطالب بأبسط حقوقه؟
جوزف مكرزل