رسالة البطريرك.. ترجمتها افعال!
ثار البطريرك الماروني على “السَيَبان” القاتل الذي سمح لفئة من اللبنانيين التحكّم بالقرار على حساب باقي الفرقاء. كنّا نرجو، من منظارنا العلماني، ان يبدأ الرئيس عون ثورة استعادة لبنان توازنه واتّزانه كونه حامي الدستور، لكن نقاط ضعفه سمحت لأقربائه وحلفاؤه المفترضين بتقليص دوره. حتى لو سلّمنا انه يؤمن بصواب خياره الاقليمي، وقد يكون محقاً، لا يجوز ان يبقى الرئيس ساكتا وساكنا فيما الوطن الذي دافع عن سيادته بشراسة، مكبّل اليوم من قبل من وعده بتحريره وانقلب عليه.
ثار البطريرك الماروني كون الخطر وجودياً، وبكركي باتت المؤسسة الوحيدة التي تحظى بآذان صاغية في العالم، وقد تلقّت هذه الأخيرة النداء وتعمل على ترجمته افعالا. صحيح ان وصاية الأمم المتحدة ليست واردة الاّ إذا هُدّد السلم الأهلي، ومحاكمة المسؤولين المحليين غير ممكنة بالقريب العاجل، لكن من الممكن معالجة سبب الازمات الدستورية المتكررة، وتتشاور دول القرار العالمية والاقليمية حول المسار الأفضل لتحقيق التغيير المنشود.
اما دعوة البطريرك لعدم الاستسلام والثورة على من يتحكّم بالقرار ظلما، فمن يعرف تاريخ الموارنة النضالي من اجل الحرية ولبنان، حتى في اوج الاستبداد العثماني او الاحتلال السوري، يستنتج العِبر.. شئنا ام ابينا.
فروج.. مروج.. هروج…
من الطبيعي ان يسرق النواب اللقاح من مواطنيهم في جمهورية الكارتيلات التي نحرَت البلد وتحرقه لمحو آثار الجريمة. منهم من اعتذر، ومنهم من اتهم المنصة.. عذر أقبح من ذنب لـ “مسؤولين” عن حياتنا. اما الذين اعتبروا انهم “اهم من الشعب” كغازي زعيتر، او الذي ردد على مدار الساعة “انا نائب رئيس مجلس النواب”، وكأنهم في سلطنة قراقوش، ففي الامر جنون عظمة.
لذا من الطبيعي استخفافهم المُشين بمسؤول دولي يساعدناعلى تفادي مجزرة الجائحة، كونهم صانعي بلاد الـ “جوج..وماجوج”!
جوزف مكرزل