رسالة مفتوحة الى… مار طانيوس شاهين!
أيُّها الطوباوي مار طانيوس شاهين،
أسرع، لقد جنّوا. ها إنَّهم رذلوا ثورة الفلَّاحين التي قدتها من أجل العدالة، وهربوا الى ابتغاء تطويب من توسَّل كرسيِّاً من قناصل أجانب، بإسم “تحرير لبنان”، وما نجح إلَّا في إبتكار التقاتل المسيحيّ- المسيحيّ، مُختاراً “المنفى” بإسم البطولة، والكرسي حلمه الحلم. هو قاتلك، وإبتغى خنق ثورتك، رافضاً الجمهوريَّة الأولى في الشرق التي أعلَنتها وقوامها المساواة بين ابناء العامَّة وفلول الإقطاع، ناقضاً دعم الكنيسة الصاعدة بالقيم لك. حجتهم ليُظلِّل إرتكاباتهم؟ أنَّه كان يقاتل والمسبحة في يده. فهل صلاة المؤمن تربيح جميلة لـ لله، باتت مرساة دعوى تطويب؟
أسرع، لقد جنوا على أنفسهم، فكُلٌّ منهم مشروع صنم على كرسي، علَّ الكرسيَّ يكرِّسه رجلاً. ما همُّهم لا البطولة ولا القداسة، طووا صفحات الوادي المقدَّس وأسماء الشهداء، ودموع المعدمين شاحوا بنظرهم عنها. أستحلفك إن ألتقيت بمنصور الكبير، الرحبانيِّ، قلّ له أنَّ شعباً من العامَّة قُضيَ عليه في لبنان بشطحة كرسيِّ من إقطاعيِّيه الزمنيِّين والدينييِّن. لا هؤلاء شبعوا، ولا أولئك إرتووا. وإن سألك أكثر، ردِّد له أغنيته: “أخطأت في الحكم ̸ أم أنَّه الكرسيّ ̸ ينسيك أصحابك، يا حكم كم تنسي…̸ إستغفري الإله في لُجَّة اليأس…̸ الحرب لا تشبع ̸ فتأخذ الشباب ̸ لله ما أوجع ̸ أن يسكت الغياب ̸ لا أحد يسمع شيئاً عن الغياب ̸ ويزهر الفراغ في غربة النفس.”
عُد أيُّها الثائر، هم ما عادوا مستعصين على التطويع. إنخفضوا هاماتٍ ما دون المخازي، وهنئوا أنَّ من قضى على وطنهم، من داخل وخارج، يمنِّنهم بإختيار الأكثر طواعيَّة منهم لمنصبٍ بات أقَّل من طبلية مقاطعجي… أسلموها الى من جعل نفسه أعلى رتبة من أيِّ نظام، وأي ِّدستور، ومن القوانين مجتمعة.
طوباك، لَكَم رَفَعتُ الدعاء، إليهم معاً: “طانيوس شاهين يفرَّخ بدياركم!”
غدي م. نصر