رفع الطوق قبل الهروب شرقا!
انحراف إيران شرقا نتيجة الضغوط الاقتصادية الاميركية اعطى حافزا كبيرا لمعارضي سياسة العقوبات ضمن فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي لا تؤدّي بنظرهم الاّ الى فقدان السيطرة. وقد بدأ البعض منهم يطالب برفع الطوق غير الرسمي الذي وُضع على لبنان ممن يعتبرون ان الانهيار في بلاد الأرز سيوّلد ثورة على حزب الله. وهو رهان خاطئ.
لا ندري إذا كان مشروع فك الطوق سينجح قبل فوات الأوان، لكن هناك تحرّك في هذا الاتجاه من قِبل بعض صقور السياسة الخارجية الأميركية يجعلنا نأمل بأن تغيّراً ما سيحدث في المستقبل القريب..على امل ان يُنجز قبل ان يودي بنا اليأس الى هروب الى الامام .. شرقا!
حكومة إدارة شؤون الإفلاس!
نرجو ان يكون اشاوس السياسة قد استوعبوا رسالة وزير خارجية فرنسا وهي واحدة كما كتبنا في السابق: “لاتعوّلوا على أي دعم قبل الإصلاحات”. غادر لودريان أكثر غضبا، معتبرا ان المسؤولين اللبنانيين ميؤوس من امرهم.
بصراحة، إذا استمر السياسيون، والبنك المركزي، والمصارف، في نكران مسؤوليتهم الكاملة عن الانهيار، بالتحالف والتضامن، مصيرنا الجوع وعندها لا مفرّ من الانفجار الأمني الكبير. والاتّكال على صندوق النقد الدولي وحده بمثابة هروب الى الأمام لأنه يؤجّل الانهيار دون ان يلغيه. لم نصل بعد الى حد اللاعودة، وكي لا نقع في المحظور علينا المضي قدما في إصلاحات جذرية، بما فيها استرداد ولو قسم من المال المنهوب كي نستعيد ثقة الدول الصديقة التي تدرجها في حساباتها، ومستعدّة لدعمنا في تحقيقها.
الحكومة مسؤولة عن فشلها كونها خاضعة للمافيات السياسية التي اوجدتها. ونأسف ان يفتقد دياب حتى شجاعة- المحاولة مكتفيا بدور الدمية وإدارة شؤون الإفلاس، فيما “العرّابون” يستغلّونه لمسح قذاراتهم قبل حرقه ووزرائه..ليعودوا أبطالا منقذين!
جوزف مكرزل