زَمَنُ الأفول ومن بعده النّهضة!
قالَ ابنُ الدهَّان في الحَرْبِ والمُحَارِب:
“وما كُلُّ مَنْ يغدو إلى الحَرْبِ فارسُ ولا كُلُّ مَنْ قالَ المديحَ فصيحُ”.
إنطلاقًا من هُنا، عندَ الإستحقاق يستحقُّ المُحاربُ لَقَبَ الفارس أو يُلَقَّبُ بالدابّة مع ذنبِها ولِحيَتِها. ويبدو أنّنا غَدَوْنا في زَمَنٍ قلَّ فيه الفُرسانُ الحقيقيّون وتكاثرت فيه “المخلوقات” الرَّافِسَة (مِن رَفَسَ) المُصَابة بالحَوَل والتي لا تُجيدُ سوى “النَّهيق”.
كُلُّ هذا لنقول أنّنا غَدَوْنا في زمنِ أفول الحِكْمَة والتنوُّر والثقافة والإبتكار والنّشاط، لنقبَعَ في حُكمِ الرَّتابة والتّقليد والبلادة والتّكرار والتّراخي والفُجور وعبادة الأوثان على اختلافِها.
هذه هي حقيقة هذا الزّمن. إنّه زمن الشّعارات الواهية، والتي لا تؤدّي إلاّ إلى الذّبول!
إنّه زمنُ الأفول وغُيوبُ المتنوّرين!
فمتى عودة النّهضة؟!
ألنّهضة قريبة، ونهاية حُكم الأغبياء شارفت على السّقوط، ومن بعدها القيامة والإنتصار الحقيقي والمدوّي من أقصى السّماوات إلى أقصاها.
إدمون بو داغر