سطح البناء ومسؤولية الحمير!
أرسلت لي الصديقة الدكتورة رندة شليطا هذه القصة (الطرفة) المعبّرة جداً، والتي بدوري أنقلها الى قراء “الدبّور”…
يروى أن رجلاً ابتاع حماراً لأول مرّة في حياته ولفرحه الشديد أخرجه من الحظيرة وصعد به الى سطح البيت ليتعرّف من هناك على مشاكل قريته وعشيرته، ويدلّه على الشوارع الضيّقة كي يتمكّن منها فلا يضيع لدى عودته لحظيرة المنزل…
بعد أيام معدودة، قرّر الرجل مع الصباح الباكر إعادة الحمار الى مكانه المناسب، فحزن الحمار لهذا القرار حزناً شديداً، وغضب، ورفض النزول بعدما أعجبه السطح ومناخه..
حاول الرجل إقناع الحمار بالنزول وسحبه بالقوة فعجز، ولم يرضخ الحمار لأوامره وراح ينهق، ويرفس بأقدامه بشدّة سطح البيت المبني من القرميد والخشب المتآكل..
راح البيت يهتزّ اهتزازاً مخيفاً، فهرع الرجل لإنقاذ عائلته وسرعان ما تهدّم المنزل وسقط الحمار ميتاً بعد أن انهار البناء.
حدّق الرجل مليّاً بحزن واستغراب وأسف وصرخ قائلاً:
“والله الغلط ليس منك، فأنت مكانك الحظيرة، انا الغلطان لأني سحبت بك الى السطح”.
وعندما نضع الحمير في غير مكانها، من الصعوبة أن نقنعها، بتبديل رأيها، فالحمار معروف بعناده ولا نستطيع أن نلومه، في وصوله لسطح البيت، فالعيب الكبير لمن أوصلها الى هذا المكان.
ما أكثر الحمير التي أوصلناها لسطح المسؤولية ونحن الآن نطلب منها النزول منها وصار لا ينزل من السطح قبل أن يهدم البيت بمن فيه.
صديقتي رنده لقد تذكرت مقالة نشرتها في كتابي محمود الخوري في غرفة الانتظار في بداية الثمانينات اقول فيها.
نحن الغلط وليس اميركا او روسيا او اوروبا ربما نحتاج لنيزك يدمرنا، لتسونامي يمحينا، لسفينة نوح جديدة، وآدم وحواء جدد، وأرض جديدة.
جهاد قلعجي