شحّدتونا النفَس …
بسبب إهمالكم وتخبّطكم وعدم مسؤوليتكم ومحسوبياتكم و”استزلامكم” وإرضاءً لمصالح هذا وذاك التي تؤثر بشكل غير مباشر على مصالحكم أوصلتمونا إلى الموت البطيء “وصرنا عم نشحد النفَس!”
يا حثالة، أولادكم يدخلون المستشفيات من أبوابها العريضة ونحن نتوسّل سرير أو قارورة أوكسيجين كي لا يموت من نحب أمام أعيننا ولا نجد!
تنعتوننا بالـ “بلا مخ” والشعب غير المسؤول، مَن الفهلوي الذي سرّب خبر إقفال السوبرماركت والأفران قبل حتّى أن تجتمعوا وتتشاورا وتصدروا توصياتكم؟ من اصابنا بالهلع؟ نحن شعب مفجوع نخاف من قراراتكم ولا نستبعد أي احتمال فمن يسمح بانفجار نووي ويجلس مكتوف الايدي لن يعصى عليه قرار حرمان الناس من القوت اليومي. نعم هلعنا وهرعنا نتموّن و”الحق عليكم وليس علينا!”
في ذاكرتنا صور لا تنتهي عن مشاهد تبكي الحجر أنتم سببها من ثلاثين عاماً حتّى اليوم واي خبر من هذا النوع من المتوقع أن يحدث هكذا ردّة فعل.
أمام موتنا البطيء لا يصدر منكم سوى الكلام والوعود الكاذبة، اعتدنا تراخيكم لكننا أمام فاجعة إن متنا جميعاً فمَن ستحكمون؟ مددوا فترة الاقفال التام حتّى نسيطر على الانتشار، ادعموا الطواقم الطبيّة وسهّلوا عملها، أوقفوا مافيات بيع الاوكسيجين التي لا تتمتع بجنس الإنسانية، ادعموا ارباب العائلات المياومين وأمّنوا لهم لقمة العيش، أسرعوا بتجهيز المستشفيات الحكومية… لست بخبيرة لكن هذه الأمور من البديهيات!
أين التقديمات والدعم الدولي للشعب اللبناني من معدات طبّية وأموال طائلة؟ أين المستشفيات الميدانية؟ أنهكتم كل مصادر قوتنا وسلبتم منّا كلّ شيء حتّى النَفَس!
انظروا ولو للحظة الى أقرب مرآة، وتذكروا الأرواح التي هلكت بسبب تراخيكم وإهمالكم وغباءكم ودناوة نفسكم! “السياسة بدّا رجال وإذا ما فيكن تكونوا رجال زيحوا عن كراسيكم!”
اليانا بدران