صمود أو استسلام؟
كلما اصطدمنا بقعر نظنّ أنه الأخير فنفاجأ بانهيار جديد ينزلنا الى قعر أعمق. الحزن مرسوم على وجوهنا جميعاً ولا قدرة لدينا على الابتسامة، لم نعد ندري لمَ نحن نتنفس ولمَ نستيقظ في الصباح ولمَ نجونا من كل مصائب هذه الدولة الساقطة ولم نكن أحدى الضحايا الذين انتقلوا الى حيث لا شقاء. هل فعلاً ما نفعله نضال للاستمرارية أم استسلام لواقع فرض علينا ومصائب تقتل كل أوجه الحياة فينا ومن حولنا؟ هل فعلاً ما نقوله على مواقع التواصل الاجتماعي من مواقف وانتقادات واعتراضات وسخريات وجه من أوجه المواجهة لكمّ هائل من الوقاحة والكذب والنفاق والتمثيليات التي تحرقنا في جهنّم، خططوا لها وهندسوها لتتناسب مع مشاريع انتخابية قادمة تحافظ لهم على مكانتهم في مافيا السرقة والتجارة بما تبقى من وطن مهما كلّف الأمر!
إذا كان الواقع المفروض علينا أليم لدرجة تَسَوّل جميع متطلبات الحياة من محروقات الى خبز الى دواء وغيرها وإذا لم يتركوا في جيبنا ما يمكّننا من الفرار الى حيث قد نجد هويّة ووطن، ألا نرى أنفسنا جديرون بالحياة؟ كيف نقابل هذا الكمّ من الاجرام باستسلام وخنوع؟ قد نلعن تراب الأرز ومرقد العنزة وقد نصل الى درجة من القرف والاشمئزاز تفقدنا ما تبقى في داخلنا من حب للوطن ولكن طالما أننا عالقون هنا ومن أجل الأجيال الصاعدة التي لا تملك أي ذنب إزاء هذا الواقع الذي أوصلنا أنفسنا إليه ومن أجل حرقة قلب عائلات ضحايا سرقوهم من هذه الحياة لأنهم يبنون نفوذهم على جثثنا ويسمونها إنجازات، من أجل ما سيذكره التاريخ عن اللبناني الذي عاصر هؤلاء الحثالة فلنحارب دفاعاً عن كرامتنا حتى ولو كنا بلا أمل فسيأتي يوم ويأخذهم الله الى “ديار البلي” ويبقى لبنان.
اليانا بدران