طارت الخيمة من فوق رؤوس “الحربجييّن” من الجهتَيْن!
إخترقت إسرائيل أحزمة التنكولوجيا الرقميّة، و“عندما تقع البقرة يتكاثر السلاّخون”، بمعنى آخر، تتكاثر الأقاويل والتحليلات والتأويلات التي قد تكون “خنفشاريّة” وقد لا تكون حول أسباب انفجار أجهزة الـbleepers أو الـPagers، كوجود موادّ متفجّرة داخلها أو تسخين “بطاريات إيونات الليثيوم” في هذه الأجهزة وسواها من الشروحات والتّعليلات. باختصار إنّه أسلوب جديد من الحرب، إنّها الحرب السيبرانية الذكيّة التي لا تعرفُ حدودًا. إذًا، في يدِ كلّ مواطن على كوكب الأرض قنبلة موقوتة قد تنفجر في أيّ لحظة.
17 أيلول 2024، تاريخٌ يلي تاريخَ 4 آب 2020 بحجم الخسائر البشرية؛ أدّت انفجارات الـBleepers إلى جرحى بالآلاف وعشرات الضحايا، والدّماء أغزر من أن يتمّ استيعابُها في يومٍ واحد. وفي توقيتٍ متزامن كانت أجهزة الـPagers أو الـBleepers تنفجرُ على خصور آلافٍ من العاملين في مؤسّسات حزب الله. وعلى أثر ذلك ومن خيمة العزاء في برج البراجنة، أعلن المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الحاج حسين خليل أنّ “على العدوّ أن يتوقّع من لبنان كلّ شيء بعد الجرائم التي ارتكبها بحقّ اللبنانيين “ولاحقين عالردّ”.
ومن بين الضّحايا مهدي عمّار نجل النائب علي عمّار والذي أعلن للإعلام قائلاً: “إنّ الأيّام بيننا وبين العدوّ”. وعُلمَ أنّ من بين الجرحى أبناء مسؤولين في حزب الله بينهم نجل النائب حسن فضل الله ونجلا الحاج وفيق صفا.
واعترفت هيئة البثّ الإسرائيلية أنّ “الحزب يستعدّ لإطلاق عمليّة عسكريّة كبيرة ضدّ إسرائيل“. وبذلك يتجّه جميع المنضوين في هذه الحرب نحو الإنتحار الجماعيّ. ولكن من المرجّح أنّه في هذه الحرب القادمة نحو الإقليم والعالَم لن يبقى من سيكتب التاريخ ولا حتّى من سينقله إلى الأجيال اللاحقة.
إدمون بو داغر