“طول عمرِك يا زبيبة بقفاكِ هالعود”!
بعد انقطاع لثلاثة أشهر عادت حكومة “معاً للإنقاذ” إلى الإجتماع وهي التي كانت بحاجة لمَن ينقذها! وطبعاً العَودة ليست بريئة، تماماً كما كانت المقاطعة! فلكل أسبابه وخلفياته ومصالحه وحِساباته ومحسوبياته! تعود لدرس وإقرار الموازنة! وما أدراك ما هي الموازنة الملغومة وأرقامها الموهومة! الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود! توافقت هذه الطبقة السياسية وترافقت مع الطبقة المصرفية! تحت شعار مَرّقلي لَمرّقلك وردّلي تردّلك! فتتوالى الردّات الزجَلية والمسرحيات الهزلية! أوصلوا الدولار الأسود- على شاكلة وجوههم وقلوبهم- إلى مشارف الـ 35 الفاً! وعادوا به وبسحر ساحر إلى مشارف الـ 23 الفاً ويمنّنون الناس بذلك! باعوا الدولارات صعوداً تحضيراً لإعادة الشراء نزولاً! ومِن ثم يرفعونه صعوداً! وهم كانوا قد باعوا ضمائرهم وكراماتهم نزولاً ونزولاً! وفي خلفياتهم موازنة سيقدّمون أرقامها الهمايونية الى البنك الدولي ويمرّرون من خلالها مصالحهم وكومبيناتهم وصفقاتهم عشية الإنتخابات الموعودة التي يدّعون أنهم سيجرونها وهم متوافقون على تطييرها! لطَشوا ودائع الناس في المصارف ونهَبوا أموال الدولة! ونهَشوا خزينتها ومقدّراتها! وبكل وقاحة يتحضّرون لفرض ضرائب جديدة! ومشاريع سرقة جديدة! ودولار جمركي جديد! ودولار رسمي جديد! ومن لَولرة الودائع الى لَيلرتها! وبعد ان التهموا الأخضر ها هم يكملون على اليابس! وبين موازنة من الموجود جود والتوازن المفقود، تبخّرت الوعود! والبلد فوق برميل بارود! فَصحّ فينا مثَل الجدود “طول عمرِك يا زبيبة بقفاكِ هالعود”!
انطوان ابوجودة