عالم ” النانو”!
وقت يرحل، وقت يولد، ووقت يذوب!!!
سماءٌ تنزف من الحزن، وسماءٌ تنزف من الفرح. صورتان متشابهتان: الأولى تنزف والثانية أيضًا تنزف، ولكنّ طعم النزف يختلف بينهما، والاختلاف ليس في المضمون، لأنّ فحوى المضمون هلاك من جهة وابتهاج من جهة أخرى، والاختلاف يرسم على وجوه أصحابه، ويبقى طعم النزف متمركزًا لا أحد يزعزعه، لأنّه الأخطبوط الذي يتسلّل إلى كهوف الأنفس الصغيرة، حتى يتمكن منها، ويرميها بعدها في داخل الجرح الزمنيّ من دون وجود المخلّص… ويا للموقف الصعب.
يا أيها المسؤولون احتدمت المعركة والدفاع غائب، ولم يبق أمامكم غير التوبة والغفران!!!
ماذا تريدون منّا بعد؟ نحن، منكم لا نريد شيئًا، دعونا في سلام، دعونا نحيا السلام الداخلي، دعونا ننظر إلى الله بليونة، باتت أصواتكم خشنة، نشعر عند سماعها بسعير نار جهنم متّجهة إلينا!!!
هل يعقل أن يصبح قدركم “ماركة مسجلة” لدى المؤسسات والجمعيات والزعامات؟! بالطبع هذا مشين في حقّنا، ويستحق النضال صوب ينابيع الحق، واللجوء إلى مرسومٍ يبعدكم عن وطننا، بتوقيعٍ حتميّ.
بدأت عقارب الساعة بالعدّ العكسي، وأنتم ما زلتم تنتظرون النتيجة؟! يا لمحدوديّة عقولكم. الضحايا بالآلاف من مختلف الأنواع، اقتصادية، سياسية، زعاماتية، نفسية، كورونية …. كلّها تضمحل ولا مَنْ يواسيها إلا ” النظرة الإلهية”.
فيا زمن: ما بالك لا تظهر إلا بعد فوات الأوان؟
تبدلت سياسات العالم وتحوّلت إلى أرقامٍ يتحكم بها ” النانو” الذي سيصبح في القريب العاجل الآمر الناهي لكلّ تفاصيل حياتنا. ومن أولوياته: الحياة السياسية !!!
مهلاً، مهلاً، فقطار ” النانو” آتٍ ولن يعلن عنه إلا بعد فوات الأوان.
لا تتزاحموا على المستحيل، فأنتم لستم سوى نقطة في صحارى النسيان تذوب وتذوب في مجاهل ” النانو”.
صونيا الأشقر