عام التحديات أو الأعاجيب؟
على مشارف العام الجديد بات من الواضح للجميع اننا بحاجة لأعجوبة تنقذنا من الكارثة المتوقعة. لكن المصائب كثيرة وكبيرة والأعاجيب لا تأتي بالجملة، لذا علينا التصويب على الأهم، أي سلامة المواطنين المهددين بالموت في منازلهم لفقدان أسرّة في المستشفيات. هذا الحالة المأساوية أتت نتيجة إخفاقنا باحتواء الوباء، أوّلاً لانعدام التخطيط والحزم من قبل السلطات الفاشلة، وثانيا بسبب الجهل والاستهتار الشعبي. المقاومة الحقيقية، إذا وجدت، تبدأ من هنا، فالدولة العبرية باشرت بالتلقيح وستصل الى المناعة الجماعية في وقت نتشاجر حول كلام لوزير إيراني لا يعنينا بدل من حماية مواطنينا!
على الصعيد السياسي قرَعت الأعجوبة بابنا مرّتين بشكل مبادرة رئاسية فرنسية، وأضعناها لأننا متخلّفين سياسيا أيضا: تحكمنا سلطة مافيوية متسلّطة لا تزال متربّصة بامتيازاتها ومصالحها الفئوية، فيما الشعب منهك مستسلم يموت موتا سريريا دون أن يثورعلى جلاّديه.
اما على الصعيد الاقتصادي فلا داعي لأي اعجوبة، اننا قادرون على انهاض البلد من جديد. فمجتمعنا المدني في الداخل ومجتمعنا الاغترابي قادران على إعادة دوران العجلة الاقتصادية بشرط واحد لا غير: رحيل المافيات السياسية والطائفية!
الثورة الربيعية!
لا نزال ننتظر بشغف الثورة الشعبية التي تنقلب أولا على الطائفية السياسية قبل ان تقلب الكراسي على رؤوس المسؤولين المتربّصين بها. هذا هو السبيل الوحيد لقيامة لبنان من جديد.
إن لم يبادر المسؤولون اللبنانيون قريبا جدا، ويعلنوا خطة تتضمن تغيير سياسي جذري، سيكون هذا العام مهد الثورة المشرّعة دوليا، تبدأ ملامحها في الأشهر القليلة المقبلة لتنفجر مع اطلالة الربيع على اقصى حد. صحيح ان الأمور الأمنية ستسوء، وقد تشهد البلاد مواجهات دامية متقطعة، لكن هذا الثمن زهيد نظرا للنتيجة المرجوة: ولادة جديدة للبنان الرسالة والسلام والحريات.
جوزف مكرزل