على الوعد باقون …
يا حَيف عالرجال! أمام وجَع أهل أرغموا على فقدان أحبائهم ينتهي الكلام تسقط المقامات والحصانات وكل الأحجار الثقيلة “يلي ضاربين حالكن فيها”! نحن لسنا في دولة تفتقر الى رجال بل نحن في دولة حكّامها عهّار! غريب أمرهم يتفوّق على قدرتنا الاستيعابية قد يكون لأننا من فئة البشر وهم لا! يتجرأون على الاجتماع مع من يجب أن تسقط عنهم أي صفة ويُساقوا الى المثول أمام بعض القضاء المُسيّس في محاولة لإيجاد مَخرج لهم! بينما هناك أب يحترق خارجاً ليس بسبب الحرّ ولا الغضب بل بسبب قلب مكسور مشتعل، ناره استعرت وما من يُطفؤها! من خسر ضناه أو أهله لم يعد يأبه لأي خسارة أخرى ومن ليس لديه شيء يخسره لن يوقفه عسكري يواجهه بالقوّة ولن يصمته شيك مصرفي ولا وعد بمنصب أو جاه!
أساليبكم المنحطّة لن تتمكن من حمايتكم هذه المرّة ولن تنفعكم بشيء. هذه المرّة الجرح عميق جداً وجامع لكل الطوائف فلن تقوى عليه تقسيماتكم الطائفية وحجج “حامي الحقوق” و”ضامن الوجود”! هذه المرّة الجرح بحجم وطن لم يفرّق بين صغير وكبير ولذلك فلن يموت بل سنتوارثه من جيل الى جيل.
سفالتكم نجحت في أن تنسينا كرامتنا، وحتّى أنستنا لبعض الوقت من ماتوا من أجل تحقيق استقلال لبنان وطرد أي احتلال أو انتداب أتى في الماضي بصورة المنقذ من الحصار والمجاعة والموت، فبتنا نطالب باحتلال جديد ونتوسّل هويّة جديدة تنسينا ما فعلت أيديهم بهويتنا علّ تاريخ جديد يتبنانا فنصبح ممن لا يساومون على أرضهم ولا يبيعون صوتهم من أجل بضع ليرات ورفش زفت يختفي مع الشتوة الأولى بعد الانتخابات. لكن سفالتكم هذه لا يمكن أن تمحي من ذاكرة هذا الوطن ما فعلت أيديكم ببيروتنا وباقون على الوعد لشهدائنا!
اليانا بدران