عيدٌ.. وانحدار على مساحة الوطن!
كل ما يندرج في خانة الأناقة والمحبّة والتسامح العقلاني والتصرّف الحضاري خرج عن مساحة الوطن.
نحن الآن بعد سنوات التعجرف والآلام والأحزان.
بعد كل هذا الانحدار نحو الذل، سائرون مع نهاية هذه السنة نحو الضياع والتشرذم، دخلنا في حرب في لبنان مع الكفرة، من اصحاب اللفات والبدلات الموقعّة، قهروا الآلهة وتزينوا بوشاح الأنبياء ونصّبوا أنفسهم أولياء على الحياة والموت.
يا له من استكبار مرعب وصلنا اليه، ضاعت منه الأحرف، خلف المذياع والشاشات والمنابر، يبصقون فجورهم دون اكتراث دون خجل!
العيد على الأبواب، الحرب على الأبواب، اين الفرح من كل هذا، وابطال الكراسي ينامون خلف الأسوار الحديدية، لا يكترثون للذين حملوا علمهم وغادروا مشياً على الأقدام نحو بلاد تحترم انسانها وتنحني امام مواهبه وثقافته وابداعه!
ماذا نقول مع نهاية هذه السنة لأطفال لبنان الذين سحروا بغنجهم وابتساماتهم وضحكاتهم كل من شاهدها!
الحرب على الأبواب، العيد على الأبواب!
أين الفرح من كل هذا؟
ماذا نقول لمحمد وجورج ومارك وايزابيلا ومايك وهم على ابواب النضوج والتحدّي، من أجل تزيين حياتهم بكل ما هو جميل؟
الحرب على الأبواب، العيد على الأبواب!
أين الفرح من كل هذا؟!
لقد فقدنا اسارير الطمأنينة وشوّه القهر جبين الرغيف، بعد ان رُشّت الجلال والسهول وأكتاف الروابي ببذور الخيبات!
الحرب على الأبواب، هي ليست حرباً عالمية ثالثة، فالوقت والقرار لها لم يُتّخذا بعد.
جهاد قلعجي