فن التهريج من موهبة الترويج!
خرج الفرح من شهده، وتحوّلت اللحظة التي نعيشها الى واقع، حزين، ومؤلم مطوّق بالاستغراب وعلامات الاستفهام.
من هنا، ماذا بعد هذا المشوار المليء بالشوك والمسامير، والى أي مسار يتجه القطار، بقطيعه الذي احترق وغابت الحديقة الخضراء عن حلم المساء…
هل صحيح ان عقارب الساعة تعيش مساحة اللامبالاة وعدم الاكتراث، وأن من بعد هذا الليل، ليلاً، آخر، وشمساً ومولوداً جديداً…
يا لها من نهفة، دون موهبة، مزيّنة بأساور الذهب وحبات اللؤلؤ والماس، تتقن فنّ التهريج، واستفراغ تفاهات القصص والأساطير، وتروّج على مقاعد الدراسة دجل الصعود نحو الغباء..
نحن أيها الأصدقاء، نسمة عابرة، بشعرنا وأدبنا وفننا، وتاريخنا واكتشافاتنا وغرورنا.
نسمة عابرة لا وجود لها أمام هذا الكون الشاسع المتخم بمليارات الكواكب والنجوم والمجرّات…
ورغم ذلك نسرق وننهب ونحتال ونقتل، ونتزعم ونترأس على حساب التعساء والفقراء من الناس ولا جفن يرف، او غصن يهتز من العواصف الهوجاء…
مشوار مهزلة، ينتهي بالصمت، والغرق في قلب المحيط، وأبعاد السماء، في قلب الأرض التي تحولنا الى تراب..
من التراب والى التراب نعود،
من بطن أمي الى بطن الأرض.
يبقى الضياع تحت رحمة اللاوعي، وانتظار برهبة وخوف وخشوع، آخر نفس لآخر صدفة في حياتنا.
جهاد قلعجي