كل مسؤول ومقابيلو جحش!
هناك مسؤول مجرّد من الانسانية وهناك بالمقابل عشرات المواطنين “الجحاش” (وهو أفضل تعبير مُلطّف وجدته لوصف هؤلاء) الذين إما لا يرون مساوئه أو يبحثون جيداً عن مبررات لأفعاله الوقحة أو يفعلون ما هو أقبح منها.
هناك مسؤول فلنصفه باللبناني (لأن “مسؤول لبناني” أصبحت فصيلة جديدة تفوق الحيوانات بالتجرّد من الانسانية) سرق منك أموالك لسنوات ووعدك وتنطّح ببطولات حول أن لبنانك سيصبح ضمن البلدان النفطية وصرف تلك الأموال على صفقات استأجر من خلالها “بواخر” تكفي لبضعة أشهر وأيام قبل أن تعود لتنقطع الكهرباء فتجد نفسك مضطراً الى تمويل صفقة تلو الأخرى “لتصفّي بلا كهربا وبلا مصاري”. بالمقابل هناك العشرات يأبون أن يصدّقوا أن ذاك مسؤول عن هذه الصفقات المشبوهة وأنه أراد جلب الكهرباء عبر تلك الحلول المؤقتة ولكن “ما خلّوه”! وهناك أيضاً من يعيش على ضوء الشمعة عالمٌ بمن أوصله لأن يدفع فاتورة مولد أعلى من راتبه الشهري ولكنه راضٍ! وهناك من يشكّل مافيا لاستغلال الوضع وتراكم الثروات من أجل بضع أمبيرات!
هناك مسؤول لبناني استنبط حلاً فهلوياً بدعم المواد الغذائية والنفطية والأدوية مما تبقى من أموال مسروقة حتّى يهرّب هذه المواد الى الجيران فيجني الأرباح! وهناك من دعم فكرته التي زادت من انحطاط الليرة اللبنانية وبرر حلوله بـ “إنو شو كان في يعمل غير هيك؟!” وإذا أقيل فلان أو اعتذر فليتان نصل الى الانهيار (يا للهول). وهناك من هو عالم بفحوى الخطة المنحطّة يستمع الى بعض المحللين فيكوّن فكرة عما سيكون حاله خلال أيام لكنه لا يطالب بوقف التهريب ولا يعبّر عن غضب ويرتكب جريمة التأقلم مع الواقع. وهناك من يذهب الى الحزب والزعيم ليؤمّن من خلاله المواد “المقطوعة”!
مقابل كل مسؤول “مدندل” رجليه هناك عشرات المواطنين “الجحاش” أحنوا ظهورهم! وخلصنا!
اليانا بدران