لآخر نفس …
لم تكتفوا بسلسلة الجرائم التي ارتكبتم بحقنا على مدى ثلاثين عاماً وأكثر، لم تكتفوا بقتلنا مرّة تلو الأخرى بل وتتجاهلون نتائج أفعالكم ولا تحرّكون ساكناً لا تشعرون بالخجل من السواعد الدولية المتعددة التي امتدت لمساعدتنا وانتشالنا من صدمة مجزرتكم الأخيرة.
فرق دولية متطوعة تساعدنا على انتشال أمل بالحياة من تحت أنقاض مار مخايل وأنتم لم تحرّكوا ساكناً، وتمننوننا بتحقيق منذ اليوم الأوّل أوضحنا بالوثائق ألا ثقة لنا فيه وفيكم. فكما أنتم دمى مصالح أكبر منكم على حساب الوطن كذلك دُماكم تقود التحقيق بحسب مصالحكم. وكما لا ثقة لنا بأي كلمات تتفوه بها أفواهكم الشرهة كذلك المجتمع الدولي يعرف مدى فشلكم وجشعكم، وعليه، يشرف على مسرحية تحقيقاتكم كي لا تلفقوا حقيقة تناسبكم.
الوسيط المنقذ ماكرون لم يخيب الظن، عاد على الموعد كما وعد، وسبقه بيوم اتفاق فجائي على رئيس حكومة وليد اللحظة أو الصدفة أو الخطة، بعد أيّام من التسابق على الخنوع والأخذ والردّ، فعامل كل واحد منهم بحسب قيمته، كرّم الكبار، أما المتكبرون فتلقّوا صفعة من الواقع أيقظتهم من جنون العظمة ووضعتهم أمام مسؤوليات واضحة ومحددة بجدول زمني (باستثناء من لا أمل بشفائهم من جنونهم فلفّقوا الأخبار لإرضاء غرورهم وأرفقوها بسيناريو بوليوودي).
وبعد سحسوح ماكرون تنافسوا على تبرير الموقف وتحميل “هم” (ضمير يمثل كل البلا ضمير يلي حاكمينا باستثناء الحزب الذي يمثله المتكلم) مسؤولية التقاعس والعرقلة والـ “ما خلونا” وتحوّل خطابهم “التحاصصي” الشره الى استعداد مطلق لتسهيل ولادة حكومة بأسرع وقت.
جميعهم شركاء في جريمة قتلنا التي بدأت منذ تأسيس دولة لبنان الكبير ولم تنته بعد لكننا باقون في هذه الأرض نلملم أنقاض وطن ولآخر نفس وهم بأجمعهم سيحاكمون!
اليانا بدران