لبنان من ارض الميعاد الى ارض الوعد
من كتاب الرئيس الاميركي باراك اوباما “ارض ميعاد” الى قصيدة اماندا غورمان “الصعود الى الجبل”، تغالي الايديولوجية الاميركية في مفاهيم قدسية، ليست لها اصلاً، تظهر اميركا ارض عهدٍ جديد هو قِبلَة العالم.
هذا امر انطلق مع وليام برادفورد واتباعه الذين تلبّسوا ثوب النيو-عبرانييّن، قبل ان يشقّوا في العام 1620عباب المحيط بسفينة “ماي فلاور” لينشئوا مستعمرة بلايموث، “المبنية على جبل”، وقد تشبّهوا بخروج بني اسرائيل من مصر وأسر بابل الى أرض الميعاد.
استلابُ قرونٍ دفع بالصهيونية الى تحميل اميركا دَيناً أبدياً لبني اسرائيل تجاه ما هو لهم كـ”شعب مختار”، متعامين عن انّ الله ما اسماهم قطّ “مختارين”. لا بل حرّم عليهم جبل الطيوب، لبنان، ذاك الذي أرزه “نصبه الرب بيديه”. وقد رثا ارميا ميغا-مدنه، صور، المبنية منارة على جبل العالم، فيما بنو اسرائيل قبائل تستبيد ذاتها بذاتها.
هو استلاب الفكر الصهيوني لنقيضه المطلق، الفكر اللبناني، لألفيات:
استلب كوسموغونية سنخوني اتن البيروتي ونسبها روايةَ خلقٍ له، فأتى المسيح في أية قانا اللبنانية الأولى ليؤكّد انّ الخمر العتيق نفذ، والخمر الجديد الأجود للخلق الجديد.
استلب ملاحم ادونيس وعشتروت ونسبها نشيد اناشيد له، فأتى المسيح ليجزم في آية قانا اللبنانية الثانية انّ الحب الحقيقي، صنو الايمان، يغيّر ارادة الله.
استلب الصلوات من طور ايل الجبيلي ونسبها مزامير له، فأتى المسيح في آية قانا اللبنانية الثالثة ليعلن انّ الأيمان الحق يخلّص.
هو المسيح-الرد. وكفى! ردّه تكريس لبنان ارض الوعد: وعد الخلاص للجميع. فلا شعباً مختاراً، ولا ارضاً مصطفاة، ولا إرثاً إلهياً حكراًلبشرٍ من دون الآخرين.
وبعد؟ بالكَفَرة استنجدوا لصلب المسيح، وصلب لبنان. شراكة الصالبين واحدة، وسقوطهم واحد، لا بضربات برابرة بل من الداخل، بفعل خواء الروح… لأنّ قيامة المسيح ولبنان واحدة.
غدي م. نصر