لبنان يتيمٌ هو من يميت الموت؟
هل لبنان يتيمٌ؟ هل ما كان شعبه يتيماً كما هو اليوم؟
الجواب بالايجاب لفظه من اؤتمن مجد لبنان، وهو مجدٌ ما أعطي اساساً الّا للمسيح على ما انبأ اشعيا.
في الايجاب جهلٌ بالكتاب المقدس الذي ما ذكر لبنان الاّ وهو صنو الله،
وجهلٌ بالكنيسة التي ما ابتغت الاّ ان تكون صنو لبنان، من المسيح مؤسّسها على صخرٍ، الى بنديكتوس الخامس عشر الموقّع على خريطة الكيان اللبناني، الى يوحنا-بولس الثاني رافع لبنان امانةً في ضمير الكنيسة الجامعة،
وجهلٌ بالحق الذي تكّرست بيروت لأجل توطيده بين الأمم والشعوب “مرضعة له”، فما ذُكر الله او الانسان الّا وكانت بيروت صنوهما وحقيقتهما الجامعة: ثالوثاً واحداً في الجوهر والمبتغى.
كيف بعد للبنان او لشعبه ان يغدو احدهما او كلاهما في يتم ما بعده واقع؟
مبتدأ لبنان الله، وهو بادئه.
ومدى لبنان الأنسان، وهو قائمه.
متأبّد هو في هذا الامتداد، فلا يرديه يتمٌ إذ هو فوق خط الردى. ومديد تاريخه اصدق إنباءً من منطوق اللؤم، ومنطق التلاعب على لغو المعاني.
وحده لبنان سؤالُ رعاة الظلمات، في ما هم مبشرّون بها: كيف يكون وشعبه في يتمٍ، والمسيحية دين التجسّد في واقع العالم ومراميه ومآسيه، والمسيح ما اتى الى العالم بنظريات بل بشخصه تحدياً للتحديات، وانتصارَ فعلٍ وحقٍ وتحررٍ على ايّ شكل من اشكال الموت؟
وهج المسيح القداسة، وسطوته الوداعة، ولهيبه الحياة.
من ثالوثيته هذه نذر لبنان للوجود، والمسيح أمين على المجد الذي اعطي له منه، وها شهادته بابناء صيدا وصور الى يوم الدينونة وما بعده.
فليصمت رجيليو الندب، في ما هم متسربلون بالتنكر لعهد الوفاء الازلي الذي شاءه لبنان لنفسه مع الحلولية الكونية، تلك التي تربط الانسان بالعمق والقمة، بالمطلق واللانهاية، في آن.
لبنان محور الحياة، يتوّجها بقديّسيه وشهدائه لتبقى متقّدة. بها يميت الموت!
غدي م. نصر