ليست سوى البداية..!
ذكرنا في مقالةٍ سابقة وتحديدًا في 12 آذار 2024 أنّ حرب غزّة – فلسطين هي شرارة حرب الدّول والتي تبعتها صحوة بركان شمال فلسطين – جنوب لبنان وبمساندة جماعة أنصار الله الحوثيين والفصائل العراقية وإيران وجهات لم تُعلن الحرب بعد.
وذكرنا أيضًا في مقالة الأسبوع الفائت في 25 أيلول 2024 أنّ هذه الحرب هي “الحرب الأخيرة“، ما يعني أنّ في هذه الحرب ستتحقق كلّ النّبوءات المقدّسة التي جاءت في الإنجيل المقدّس والقرآن الكريم والتّلمود؛ فعلى سبيل الأمثلة وعن الأحداث القادمة يتوجّه السيد المسيح لأورشليم في إنجيل القديس لوقا: 19: 41-44: “ليتك عرفت اليوم طريق السلام! ولكنه الآن محجوبٌ عن عينيك. سيجيء زمان يحيط بك أعداؤك بالمتاريس، ويحاصرونك، ويطبقون عليك من كل جهة، ويهدمونك على أبنائك الذين هم فيك، ولا يتركون فيك حجرا على حجر، لأنك ما عرفت زمان مجيء الله لخلاصك”.
وهذا أيضًا ما جاء في نبوءة “التناخ” عن زوال إسرائيل بفعل إنقسامات وانقلابات داخليّة وتعود الذاكرة باليهود إلى زمنٍ شتّت الله فيه مملكة سليمان تشتيتًا؛ ليست فكرة “زوال إسرائيل” متعلقة فقط بالعرب والمسلمين، إنما هي فكرة يعتقد بها الكثير من اليهود أيضًا، مثال الحاخام شمعون بن يوحاي والحريديم والجماعات المناهضة للصهيونية أبرزها “ناطوري كارتا”، والعديد من الشخصيات الصحفية والمؤرخين، بل وحتى من مؤسسي هذا الكيان “ديفيد بن غوريون” و”ناحوم غولدمان”. فـ”ديفيد بن غوريون” الذي أسس الكيان الإسرائيلي، عاش ومات وهو مقتنع “بحتميّة زوال الكيان بعزيمة الأجيال الفلسطينية الجديدة”؛ فقد اعترف في إحدى الليالي لزميله المقرّب “ناحوم غولدمان” قال: “لا يوجد لإسرائيل مستقبل على المدى الطويل دون تسوية سلمية مع العرب”.
فماذا تقول هذه النبوءة؟
هناك نبوءة يهودية أوردها الحاخام “شمعون بن يوحاي” في كتابه “الزوهار”، ويُعدُّ “بن يوحاي” من أعظم الحاخامات التاريخيين لليهود، والذي عاش في القرن الثاني الميلادي، وله قبر يزوره اليهود كل عام في جبل ميرون القريب من مدينة صفد.
تتحدث هذه النبوءة عن مصير “إسرائيل”: “يأتون من أرضٍ بعيدة إلى جبل إسرائيل العالي، ينقضون على الهيكل ويطفئون الأنوار، يعبرون فلسطين ناشرين الدمار الكامل ولا تخلص إسرائيل، وكل من صودف طعن، وكل من وقع أخذ بالسيف، وكل من يتلو اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا يقتل، وسيهرب بنو إسرائيل حتى سهل أريحا ثم يأتي أبناء أشور فيدمرون إسرائيل”. مع الإشارة هنا إلى أن “أبناء آشور” هم أهل العراق.
ناهيك عمّا قاله العديد من الصحفيّين والمؤرّخين والكتّاب عن زوال الكيان ومن بينهم: الكاتب الصحفي “آري شبيط” والبروفيسور “إسرائيل شاحاك” والصحافي “يوسي بيلين” وجميعهم أجمعوا على نهاية الكيان المحتومة، لقلة عدد اليهود من جهة وكثرة أعداء إسرائيل من جهة أخرى، ما سيدفع بتطور “العنف” وسيدفع كل من يستطيع من اليهود إلى الهرب إلى أميركا والغرب.
إدمون بو داغر