مئويّة لبنان.. نهاية زمنِ الميليشيا الظّلاميّة!
أيّةُ صدفةٍ هي، وبعدَ قرنٍ من تأسيسِ لبنانَ الكبير، نُحيي هذه الذّكرى وقد نَهَشَتْهُ واقترعت على ثرواتِه المعنويّة والماديّة عصابةٌ طائفيّةٌ مُجرمة، خرّيجةُ مدرسةِ الحِقدِ الدّمويّة والميليشياويّة من رأس الهَرَم إلى أسفلِه؟!
إنّها مشيئةُ الله أن يُحيي اللّبنانيّون هذه المئويّة العظيمة بوجود طبقةٍ سياسيّة لم تستجلِب للمواطنين سوى الحروب والفساد والموت، وذلك من أجلِ أن يُشعرَنا بعدَ حينٍ بلذّة القيامة من كبوة الألم الذي قاساه مواطنونا منذ نشأة لبناننا الكبير. “إنّها بدايةُ عهدٍ جديد للبنان”، هذا ما أعلنه الرّئيس الفرنسيّ في شارع الجمّيزة للشّعب المنكوب إبّان زيارته الأولى (…)؛ وأن يقولَ ذلك رئيسُ دولةٍ عُظمى في الإتّحاد الأوروبيّ للشّعب مباشرةً بين الأنقاض، في ظلّ زحمةٍ شعبيّة، وبعيدًا نوعًا ما عن عدسات الكاميرات، هي دلالةُ صدقٍ وليس خديعة سياسيّة. إذًا، إنّها مسألةُ وقتٍ ليس أكثر لاقتلاع طبقةِ العارِ السياسيّة! ولكن يكفي أن تتُوّج زيارة ماكرون الثّانية بزيارة أيقونة بحجمِ وطنٍ، هي السيدة فيروز!
ومعَ البطريرك الرّاعي نُصرُّ على أنّ “لبنان بطبيعة تكوينه هو أرضٌ للحوار والإنفتاح، وانحرافه لسياسة الحروب عِوضًا عن سياسة الإلتقاء، عرّضهُ للعزل من الشّرق والغرب، وهذا ما لن نسمَحَ به، فبحياده يكون الخلاص.” وفي الحقيقة، ويا لها من حقيقة، فقد نصّب الرئيس ميشال عون نفسَه مدافعاً عن “حزب الله”، وعن سياسته الإنعزاليّة والدّمويّة عبرParis Match وسائر القنوات العالميّة. وناهيكَ، عن أنّ منع قناة الـ MTV من دخول القصر الجمهوريّ، ما هو إلاّ دلالة على معركة جديدة تقوم بها السلطة ضد الاعلام وحرّيته، ليس أكثر، ومقولةُ “حرّية الاعلام” ما هي إلاّ هرطقة تقف عند باب القصور جميع القصور!
إدمون بو داغر