ما سر التمسّك بالكرسي؟!
تعرض الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة (في عمر77 عاماً) لوعكة صحية خطيرة سببها جلطة، نُقل على إثرها إلى فرنسا للمعالجة، تبعها مرحلة طويلة للمعافاة وإعادة تأهيل يتعلق بالحركة والنطق.
ومع ذلك قدّم الرئيس بوتفليقة شهادة طبية تؤكد أنه في صحة جيدة، ضُمن ملف ترشحه لولاية رئاسية رابعة، وفاز في الانتخابات!
ويومها أبرزت وسائل الإعلام الرئيس بوتفليقة وهو يُدلي بصوته في عملية الاقتراع جالساً على كرسي متحرك، وغير قادر على النطق، ولا حتى على الابتسام!
ووسط جدال حاد في الجزائر حول صحته ومدى قدرته على القيام بمهامه كرئيس دولة، ترشّح لولاية خامسة، فقابل الشعب ترشحه بالرفض وخرج في مظاهرات حاشدة على مدى ستة أسابيع، مما أجبره على إعلان استقالته في 2 نيسان 2019.
ما هو السرّ في التعلق بالحُكم والكرسي؟!
التاريخ حافل بقصص الحُكام الذين يأبون ترك كرسي الحكم والسُلطة، فالكرسي له سحره وبريقه وجنونه … وفى سبيل الحصول عليه يفعل الحاكم أي شيء ويُقدم على أي وسيلة، ومن يجلس عليه مرة لا يتركه إلا مضطراً، بل ويبذل في سبيله الغالي والنفيس حتى آخر قطرة من دم الشعب!
وأكثر من ذلك، فالحاكم يسعى إلى توريث كرسي الحكم إلى أنجاله وأحفاده!
إن حُبّ الكرسي مرض مُستعصٍ لدى الحاكم، وكابوس مُضنٍ لدى المحكوم!
قال أبراهام لنكولن: “إذا أردت أن تختبر شخصية الرجل، أعطه السلطة”.
عبد الفتاح خطاب