مبادرة لإنقاذ المبادرة!
كلما أعلنتم عن تمسككم بالمبادرة الفرنسية كلما فقدت من قيمتها أكثر، لعلّ صاحب هذه المبادرة ليس معتاداً على شياطينكم الكامنة بالتفاصيل وحيَلكم الملعونة، فأنتم مدرسة بالعناوين العريضة وما من أحد قادر على تخطّي قدراتكم على صياغة الخطابات الشعبية والأوراق الإصلاحية والوعود الرنّانة الانتخابية ولكن متى جئنا الى التنفيذ سلّملي عَ تيريز!
في هذه الجبنة الطائفية شئتم أن يكون مصير الحكومة معلّقاً بالطائفة السنيّة وبرضى الحريرية السياسية التي تصرّ على إظهار بيتها متوافق فيما التناقض واضح. وبعد أن وضع الحريري الصغير نفسه في خانة المرشح الأول لرئاسة الحكومة وبعثَ بوفد لطلب رضى الأطراف السياسية كافّة محملاً إياه ورقة “إصلاحية” كالتي أتت لنا بـ13 ألف وظيفة وحققت لنا الأمن الغذائي والصحي وأمّنت لنا الكهرباء 24/7 وأوقفت تهريب الدواء الى العراق والمازوت الى سوريا.
والنتيجة تأجيل في الساعات الأخيرة والحجّة “الميثاقية” أما السبب الحقيقي فهو كسب المزيد من الوقت للأخذ والردّ علّ الحصص تتوزع على “الأكثر تمثيلاً” كالعادة.
إذا كنتم لا تمتلكون “ترف الوقت” ومستعدون للمماطلة الى هذا الحدّ فكيف لو كنتم تمتلكونه. تتفننون بأساليب إغتيالنا كشعب بسحب الدواء بعد أن كنتم سبب الداء، بتعجيز القطاع الاستشفائي عن معالجتنا، بتهريب كل المواد التي تكفل بقاءنا لوقت أطول على قلوبكم، بكسر قلوبنا وقتل أحباءنا، بالركوب على موجة ثورتنا واعتبار أنفسكم غير مستهدفين منها.
ما من كلام يصف مدى وقاحتكم، وما من حدود لحقارتكم، قلوبنا مكسورة وآمالنا محطّمة لكن مهما فعلتم لن نترك لكم هذه الأرض بل سنطردكم منها إلى جهنمكم التي تريدون أن ترموننا بها. فعدو هذه الأرض ليس من تحاربون تارةً وتفاوضون تارةً أخرى بل هو أنتم!
اليانا بدران