متحوّر بيروت!
لكلّ وباء متحوّر. وآخر اعراض متحوّر بيروت تفاهات تتخطّى حدّ الإستبهال. وإليكم بعض اعراضه:
- “ثورة الفلاحين”، في استعادة من 60 حلقة، ما خطرت لا بماركس منظّر الصراع الطبقي، ولا حلم بها لينين محرّر البروليتاريا، ولا بلغها غيفارا مصدِّر الثورات، لإقناعنا انّ المشايخ قاموا بها على أنفسهم وضد أنفسهم… والفلاحون المدعوسون منهم هم الذين انقذوهم من أنفسهم.
- حرب تحرير، متجدّدة، لإحدى المحطّات، عبر مطالبة احد جهابذة سكيزوفرينيا التغييّر بإسترجاع حسابٍ…من العام 1616 للأمير فخر الدين الكبير، في “مصرف مونتي دي بييتا” التوسكاني بقيمة 111 مليون دولار، أصبح بعد نحو 300 سنة حوالي 5 مليار. فهل كان باني الكيان اللبناني مهرّباً للاموال؟ (علماً انّ المؤسّسة المذكورة ليست مصرفاً، انّما جمعيّة لا تبغي الربح اعترف بها البابا ليون العاشر في القرن 15، هدفها التضامن مع المستضعفين عبر تبرّعات الاغنياء لأقراض الفقراء، وتجنيب المجتمع المسيحي آفة الربى ورهن الاملاك وتفاقم الجشع).
- انجاز ريادي لجامعة لا بإحياء انتليجنسيا، ولا بدعم طاقات شبابيّة منعاً لتغرّبها، ولا بالمحافظة على أدمغة تعليميّة درءأً لهجرتها، ولا لأنّ رئيسها “سكران بالله” على ما يتوجّب، وقد بات سعر حذائه الرياضي يساوي معاش استاذين… بل لتعميم ثورة الأركيلة وملحقاتها التسطيحيّة.
انّه وقت البدل عن ضائع الذي من عجائب متحوّره انّ قمامته السياسيّة المتلبننة نجحت في… اعادة تدوير ذاتها بذاتها. فها هي تتعفّف “قطعياً” عن المشاركة في الحكم، وتطالب بـ”نزع كل الحصانات” وتتلو “فعل الندامة” عن تسوياتها… فيما تشتم بعضها لشدّ العصب المذهبي لبعضها، وصولاً الى الانتخابات معاً.
أجل! هوذا متحّور بيروت ايضاً وايضاً، ومن اعراضه ثورة القمامة المتحكّمة للأنقضاض على تأنيب الضمير بعد ارتكابها جريمة 4 آب، وقد تداعت للتباكي على آثارها في “يوم حداد وطني”.
غدي م. نصر