مسرحيّة نيابية عنوانها “الهروب”!
هل أنتُم مرتاحون لهذا الفراغ؟ ما هي مكاسبُكم من هذا الوضع يا أزلامَ الباطل؟
لا، لم تحبّوا يومًا يا أزلامَ الظّلام والعبثيّة والبُهتان ثقافة الدّيموقراطيّة. لقد ظهرت اليوم في مجلس النوّاب جليًّا المواجهة بين الدّولة والدُّوِيْلة. حَصَلَ المُرشّح “الجديّ” على 51 صوتًا، وفي المقابل تجلّى انعدام الجديّة في خروجِ كُتلٍ من القاعة (التي تصدّعت جدرانُها وتختخت)، وبالتّالي الهروب من المسؤوليّة التي حمّلها الشّعب لزمرة بل “لكَوْمةٍ” من الجَهَلَة.
شاهدنا اليوم حَلَقَة نيابيّة جديدة بعنوان: “الهروب”. ولكن إلى أين سيؤّدي هذا الهروب بالهاربين؟ نوّاب يرغبون بالإنتخاب ونوّاب آخرون في مقلبٍ آخر، وهم “في الهريبة كالغزال”. وعلى ما جاء في أغنية “الغزالة رايقة”، هل ستبقى الغزالة بهدوئها بعد اليوم، أم ستنقضّ الأسود عليها وتنهش لحمها الطريّ مُطبقةً على أنفاسِها؟
أطلقنا في المقالة السّابقة، للأسبوع الفائت، لقبًا على جزءٍ من اللبنانيين الممثلين بنوّاب الكيديّة وهو أنّهم “شعب غليظ الرّقاب” على حدّ كلام الرب بنعته للشّعب اليهودي في الكتاب المُقدّس، في “سفر الخروج” وها هي اليوم هذه الغلاظة المقيتة تتجلّى كيديّة وعبثيّة في مجلس الفراغ.
إدمون بو داغر