منظومة اللصوص الثلاثة!
طمأننا حاكم المصرف المركزي للمرّة الألف أن لبنان ليس مفلساً. كما طمأننا رئيس جمعية المصارف أن البنوك لا تحتاج الى تمويل خارجي. ما يعني أننا بنظرهم بألف خير مالياً. عظيم، لماذا إذاً تذلّون الشعب اللبناني أمام مصارفكم ليشحَذ ماله الذي ائتمنكم عليه؟ ولماذا تخنقون الاقتصاد ما يتسبب بانهياره؟ ولماذا تهددون الأمن الغذائي والأمان الصحي من خلال عدم فتحكم اعتمادات؟ وقريباً ستشحّ المحروقات، والكهرباء، والخبز، وغيرها من الحاجيات الحيوية!
لماذا تعيقون مستقبل أولادنا بمنعنا من تحويل أقساط جامعاتهم في الخارج، كما سبل عيشهم في بلاد لا ترحمهم؟
يأتي جواب الحاكم أن المصارف لا تتقيّد بتعليماته. وجواب المصارف أن مالنا محتجز بين البنك المركزي المتواطئ مع السياسيين، والدولة المنهوبة من قِبلهم. والدولة تتهم المواطنين بـ “دكّ” مليارات الدولارات تحت وساداتهم ما خلَق أزمة سيولة…
وفي النتيجة، المواطن اللبناني سبب الإنهيار.. وانتهى التحقيق!
الدولة.. المركزي.. المصارف !
تعوّل منظومة اللصوص الثلاثة، الدولة- المصرف المركزي- والمصارف، على المواطن-الخروف الذي قسّموه طائفياً. يقول ماكيافيلي في كتابه “الأمير”، وهو مرجع في علم السياسة، أن مبدأ “فرّق تسد” فعّال في وقت السلم لكنه ينقلب على الحاكم في زمن الحرب. فحذاري لقد انتقلنا من حالة سلم إلى ساحة حرب، وكثيرون ممن لم يعد لديهم شيء يخسرونه “سيُجرمون” ويعتدون على جيرانهم أولاً ومن ثم على الزعماء. ولتفادي شرّهم، سيقنعهم جيرانهم وزعماؤهم أن المصرفي هو سبب تجويعهم… فيتم المحظور!
اعتبر وئام وهاب الجاهلي أن “البلد لن يسلم إلاّ بعد موت خمسة”، راجياً الله أن يعجّل بطلبهم.لا ندري من يعني تحديدا، لكننا نؤكد أن الجوع كافر، وحين يطفح كَيل الشعب، أو اذا أشعل مخرّبون فتيل التفجير، لن تسلَم المنظومة الثلاثية الأبعاد، مهما ادّعت العفّة أو ظنّت أنها بعيدة المنال.
جوزف مكرزل